كيف تساهم جراحة إنقاص الوزن في إنقاذ الكبد من التلف؟

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Nature Medicine" أن جراحة إنقاص الوزن قد تُحدث تحولاً كبيراً في مسار مرض الكبد لدى المصابين بالسمنة ومرض الكبد الدهني، ووفقاً للنتائج انخفض خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة في الكبد بنسبة 72% لدى المرضى الذين خضعوا للجراحة، كما تراجع خطر تطور المرض إلى مرحلة متقدمة مهددة للحياة بنسبة 80%.

أمل جديد لمرضى MASH

يعرف مرض الكبد الدهني في أوساط الطب الحديث باسم metabolic dysfunction-associated steatohepatitis (MASH)، ويُعد الشكل الأكثر شيوعاً لأمراض الكبد المزمنة في الولايات المتحدة، وفي الوقت الراهن يعتبر التدخل المعتمد على نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة والخيار العلاجي الوحيد لتليف الكبد المرتبط بـMASH في مرحلته المعوضة.

روتين صباحي سحري لعلاج الكبد الدهنيمرض الكبد الدهني

لكن الدكتور ستيفن نيسين، كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينيك، أكد في بيان صحفي أن "تغييرات نمط الحياة وحدها نادراً ما تؤدي إلى فقدان الوزن والتغيرات الأيضية اللازمة لتقليل خطر مضاعفات الكبد لدى هذه الفئة من المرضى".

تأثير السمنة على الكبد

تشير البيانات إلى أن السمنة والسكري يشكلان العاملين الأساسيين وراء تطور مرض MASH، فمع تراكم الدهون في الكبد تبدأ سلسلة من التفاعلات التي تؤدي في النهاية إلى التليف، ويُقدّر أن نحو 3 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من تليف الكبد المرتبط بمرض الكبد الدهني.

منهجية الدراسة

سعت الدراسة إلى التحقق مما إذا كان فقدان الوزن طويل الأمد الناتج عن جراحة السمنة قد يسهم في الحد من خطر تلف الكبد، وقارن الباحثون بين مجموعتين: الأولى ضمت 62 مريضاً أو مصاباً بالسمنة ومرض الكبد الدهني خضعوا لجراحة إنقاص الوزن، والثانية ضمت 106 مرضى يعانون من نفس الحالة لكن دون تدخل جراحي، وقد تم ضبط العوامل بين المجموعتين لضمان التماثل في شدة المرض.

كيف تحول جراحات السمنة حياة المرضى نفسياً؟ فقدان الوزن يسهم في الحد من خطر تلف الكبد

نتائج على مدى 15 عاماً

بعد مرور 15 عاماً من المتابعة، أظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة فقدوا نحو 27% من وزنهم، مقارنة بـ10% فقط لدى المرضى في المجموعة الضابطة، وبيّنت البيانات أن 21% من المجموعة التي أجرت الجراحة تعرضت لمضاعفة كبدية كبيرة واحدة على الأقل مثل التليف المتقدم أو أورام الكبد أو الحاجة إلى زراعة الكبد أو الوفاة، بينما ارتفعت النسبة إلى 46% لدى غير الخاضعين للجراحة.

أما بالنسبة لتطور المرض إلى مرحلة متقدمة فبلغت النسبة 16% فقط لدى مجموعة الجراحة مقارنة بـ31% في المجموعة الأخرى.

كيف تحول جراحات السمنة حياة المرضى نفسياً؟ جراحات السمنة وصحة الكبد

آفاق دوائية مشابهة

علق الدكتور نيسين على النتائج بقوله: "إن جراحة السمنة تُعد علاجاً فعالاً يمكنه التأثير على مسار تطور تليف الكبد لدى بعض المرضى المختارين".

وأضاف الباحثون أن نتائج مشابهة قد تتحقق باستخدام الأدوية الجديدة المضادة للسمنة مثل Wegovy وZepbound، والتي تؤدي إلى فقدان وزن يتراوح بين 15% و20% في المتوسط.