لقاح الهربس ليس فقط للطفح الجلدي.. فوائد مذهلة للقلب والدماغ
لقاح الهربس ليس فقط للطفح الجلدي
تشير دراستان حديثتان إلى أن لقاح الهربس النطاقي (shingles) قد يوفر فوائد صحية تتجاوز الوقاية من المرض نفسه ليشمل الحماية من الخرف ومشكلات القلب أيضاً. 
لقاح الهربس النطاقي (shingles)
اللقاح وقاية أكثر من الهربس النطاقي
كشفت دراسة نُشرت في مجلة "JAMA" أن كبار السن في أستراليا الذين حصلوا على لقاح حيّ مخفف ضد الهربس النطاقي يُعرف بـZostavax، انخفضت لديهم احتمالية تشخيص الخرف بنسبة 1.8% مقارنةً بمن لم يتلقوا اللقاح المجاني.
كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في "European Heart Journal" أن البالغين في كوريا الجنوبية الذين تلقوا نفس اللقاح تراجعت لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى بنسبة 23%.
التهاب مزمن.. ولقاح مضاد
يعتقد الخبراء أن السبب في هذه النتائج يعود إلى قدرة اللقاح على تقليل الالتهاب المرتبط بعدوى الهربس النطاقي، إذ أوضح الدكتور باسكال غيلدستزر أستاذ مساعد في جامعة ستانفورد، أن اللقاحات قد تُحدث تأثيرات مناعية أوسع من مجرد تحفيز استجابة الأجسام المضادة المستهدفة، مشيراً إلى أن هذه التأثيرات قد تفيد أمراضاً أخرى مثل الخرف أو مشكلات القلب.
ما هو الهربس النطاقي؟
الهربس النطاقي، المعروف طبياً باسم herpes zoster، يحدث عندما يعاود فيروس جدري الماء (VZV) نشاطه في الجسم بعد سنوات من الإصابة، ويظهر عادة في شكل طفح جلدي مؤلم أو حاكٍ على جانب واحد من الجسم، وعلى الرغم من أن حالات جدري الماء تراجعت بنسبة 97% في الولايات المتحدة منذ بدء استخدام لقاح الجدري في 1995، فإن الفيروس يبقى كامناً في الأعصاب وقد ينشط لاحقاً لدى بعض الأشخاص خاصة كبار السن أو من يعانون من ضعف المناعة.
الخرف ولقاح الهربس.. علاقة محتملة
اعتمدت دراسة "JAMA" على بيانات صحية إلكترونية لأكثر من 101,000 شخص في أستراليا بمتوسط عمر بلغ 63 عاماً وتمت متابعتهم لمدة 7.4 أعوام، بعد توفير اللقاح مجاناً للأشخاص المولودين بعد 2 نوفمبر 1936 لاحظ الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في تشخيصات الخرف بين المؤهلين للحصول عليه.
وقال "غيلدستزر" المؤلف الرئيسي للدراسة: "لأول مرة لدينا دليل على وجود علاقة سببية محتملة بين لقاح الهربس النطاقي والوقاية من الخرف"، وربطت الدراسة بين الفيروسات الكامنة في الجهاز العصبي وتطور المشكلات المعرفية لاحقاً مرجّحةً أن العدوى قد تسبّب التهاباً أو تلفاً عصبياً يؤثر في الدماغ.
فوائد للقلب أيضاً
من جهتها، استخدمت الدراسة الكورية بيانات صحية وطنية لحوالي 2.2 مليون بالغ نصفهم تقريباً تلقوا لقاح Zostavax.
وأظهرت النتائج أن الحصول على اللقاح ارتبط بـ:
انخفاض خطر الإصابة بـ أمراض القلب الكبرى بنسبة 26%
تراجع خطر فشل القلب بنسبة 26%
تقليل خطر مرض الشريان التاجي بنسبة 22%
وكان الأثر الوقائي أكثر وضوحاً لدى الرجال تحت سن الستين ومن يعيشون في مناطق ريفية أو يتبعون أنماط حياة غير صحية، واستمر هذا الأثر لـ8 سنوات مع ذروة الفاعلية خلال العامين إلى الثلاثة الأولى بعد التطعيم.
اللقاح المستخدم في الدراسات ليس نفسه الموصى به حالياً
يجدر التنويه بأن اللقاح المستخدم في الدراستين "Zostavax" لم يعد يُستخدم في الولايات المتحدة منذ عام 2020 بعد أن تبيّن تراجع فاعليته بمرور الوقت، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حالياً بلقاح Shingrix وهو لقاح معاد تركيبته يحتوي على بروتينات من فيروس VZV دون أن يكون حياً.
الوقاية من الخرف والنوبات القلبية
ورغم أن Shingrix لم يُستخدم في هذه الدراسات، فإن الخبراء يعتقدون أنه قد يكون فعالاً أو أكثر فاعلية في الوقاية من الخرف والنوبات القلبية، وأظهرت أبحاث سابقة أن فاعليته تصل إلى 97% لدى الأشخاص بين سن 50 و69 عاماً، و91% لمن هم فوق السبعين، ومع ذلك تشير بيانات (CDC) من عام 2019 إلى أن 26% فقط من الأمريكيين فوق سن الخمسين تلقوا اللقاح.
