رغم أن لون العين وشكلها يُعدان من السمات الجمالية الظاهرة التي نرثها جينياً إلا أن باحثين في مجالات الطب وعلم النفس يلفتون الأنظار إلى ما هو أبعد من المظهر الخارجي، فالعين قد تكون نافذة تكشف الكثير عن صحة الجسم بل وقد تلمّح إلى الاستعداد الوراثي لبعض الحالات الصحية أو الاستجابات العلاجية المختلفة وفقاً لـ"webmd".
أثبتت الدراسات أن أصحاب العيون الزرقاء أو الخضراء أو الرمادية أكثر عرضة للإصابة بنوع نادر من الورم يُدعى الورم الميلانيني العنبي (uveal melanoma) مقارنة بأصحاب العيون البنية، ومع ذلك فإن احتمالات الإصابة تبقى منخفضة حيث لا يتجاوز عدد الحالات في الولايات المتحدة 2500 حالة سنوياً.
أصحاب العيون الفاتحة عرضة للإصابة بورم الميلانيني العنبي
أظهرت دراسة نفسية أن الناس يميلون إلى الثقة أكثر في الوجوه التي تحمل عيوناً بنية إلا أن هذه النتيجة تعود في الأساس إلى السمات الوجهية المصاحبة للعيون البنية لا اللون نفسه.
وفقاً لدراسة أوروبية تعود إلى عام 2011، فإن أصحاب العيون الزرقاء والبشرة الفاتحة معرضون أكثر للإصابة بداء السكري من النوع الأول على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذا الارتباط.
تشير الأبحاث إلى أن أصحاب العيون البنية يتمتعون بقدرة أفضل على مقاومة فقدان السمع في البيئات الصاخبة مقارنة بأصحاب العيون الزرقاء، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع تركيز الميلانين الذي يحمي الأذن والعين معاً.
وجدت دراسة نُشرت عام 2015 أن أصحاب العيون الزرقاء ليسوا فقط أكثر ميلاً لشرب الكحول بل أيضاً أكثر عرضة للإدمان عليه، ويُعتقد أن هناك عوامل وراثية مشتركة تؤثر في ذلك.
الاعتماد على الكحول والعين الزرقاء
في حالات مرضية مثل الانتباذ البطاني الرحمي العميق (DIE) الذي يحدث عندما تغزو أنسجة الرحم أعضاءً أخرى كالمثانة أو الأمعاء يلاحظ الأطباء شيوع اللون الأزرق للعين لدى المصابات أكثر من غيرهن، ويعتقد أن هناك صلة بين الجينات المسببة للون العين والجينات المسببة للحالة.
تشير الدراسات إلى أن لون العين يمكن أن يؤثر على نوع العلاج السلوكي الفعال إذ يُظهر أصحاب العيون الداكنة نتائج أفضل مع العلاجات الصارمة في حين يُفضل أصحاب العيون الفاتحة الأساليب الأكثر مرونة وتكيفاً مع الشخصية.
رغم أن وجود حدقتين غير متساويتين قد يكون طبيعياً لدى بعض الأشخاص إلا أنه في بعض الحالات قد يدل على مشكلة صحية مثل ورم في الجهاز العصبي أو سكتة دماغية أو عدوى.
أظهرت الدراسات أن أصحاب العيون الزرقاء أقل عرضة للإصابة بـ البهاق وهو مرض يفقد الجلد فيه لونه الطبيعي، ويرى الخبراء أن الجينات التي تمنح العيون لونها الأزرق تلعب دوراً وقائياً في هذا السياق.
وجدت دراسة أسترالية أن أصحاب العيون البنية الداكنة أكثر عرضة للإصابة المبكرة بالمياه البيضاء (إعتام عدسة العين)، إلا أن هذه الحالة تصيب الجميع مع التقدم في العمر بغض النظر عن لون العين.
المياه البيضاء ولون العين
تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة محتملة بين حجم الحدقة أثناء الراحة ومستوى الذكاء إذ تميل الحدقات الأكبر حجماً إلى الارتباط بأدمغة أكثر كفاءة.
ظهور بقعة زرقاء داخل عين بنية قد يكون عرضاً لمتلازمة واردينبورغ (Waardenburg syndrome) وهي حالة وراثية تؤثر على الصبغة في الشعر والعينين، وقد تؤدي إلى الصمم أو اختلافات في ملامح الوجه، كما يمكن أن تكون علامة طبيعية على الشيخوخة تُعرف باسم قوس الشيخوخة (arcus senilis).
في الرياضات التي تعتمد على رد الفعل السريع مثل الملاكمة أو صد الكرات يتفوق أصحاب العيون البنية، بينما يتفوق أصحاب العيون الزرقاء في الرياضات التي تتحكم فيها بالحركة من البداية للنهاية مثل الجولف والبولينج.
المهارات الرياضية ولون العين
خلال دراسات أُجريت على النساء أثناء الولادة لوحظ أن صاحبات العيون الداكنة أظهرن علامات ألم أكبر واستيقظن من الألم أكثر وشعرن به أثناء الراحة والحركة كما كن أكثر عرضة للاكتئاب المرتبط بالألم.
حسب دراسة أسترالية، فإن خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر يتضاعف لدى أصحاب العيون الفاتحة لأن القزحية تمتص كمية أقل من الأشعة فوق البنفسجية ما يسمح بوصول المزيد منها إلى الشبكية والتسبب في تلفها، وهي حالة قد تؤدي إلى فقدان الرؤية.