من الارتجاع إلى التسمم.. خريطة أمراض تبدأ بالتقيؤ عند الصغار
خريطة أمراض تبدأ بالتقيؤ عند الصغار
قد يُثير تقيؤ الطفل أو الرضيع قلق الأهل لكنه غالباً ما يكون جزءاً طبيعياً من نمو الجهاز الهضمي في السنوات الأولى، في معظم الأحيان يزول القيء تلقائياً دون تدخل طبي لكن هناك حالات يتطلب فيها الوضع تقييماً من طبيب الأطفال خاصة إذا تكرر القيء أو رافقته أعراض مقلقة.
لماذا يتقيأ الأطفال والرضع؟
القيء شائع في مختلف مراحل الطفولة فمثلًا في الأشهر الأولى قد يكون مجرد قشط بعد الرضاعة، أما القيء القوي بعد الأكل مباشرة فقد يشير إلى ارتجاع معدي مريئي (GERD) أو في حالات نادرة إلى تضيق البواب الضخامي (hypertrophic pyloric stenosis).
مع تقدم الطفل في السن يصبح القيء غالباً نتيجة عدوى فيروسية لكنه قد يرتبط أيضاً بحالات أخرى مثل التسمم الغذائي ودوار الحركة أو الحساسية الغذائية، في بعض الحالات النادرة يكون القيء علامة على حالة أكثر خطورة مثل الانغلاف المعوي أو التهاب السحايا.
لماذا يتقيأ الأطفال والرضع؟
عدوى الجهاز الهضمي: السبب الأكثر شيوعاً
العدوى، خصوصًا الفيروسية، هي السبب الرئيسي للقيء بعد مرحلة الوليد، ومن أشهر الفيروسات المعوية المسببة للقيء هو فيروس الروتا (rotavirus) المعروف بسرعة انتشاره بين الأطفال.
وقد يصاحب القيء أعراض أخرى مثل الحمى أو الإسهال، كما أن الإنفلونزا وعدوى المسالك البولية والتهاب الأذن الوسطى (Otitis media) من الأسباب الشائعة الأخرى.
التسمم الغذائي: متى يُشتبه به؟
تناول طعام ملوث ببكتيريا مثل السالمونيلا (salmonella) أو إي كولاي (E. coli) قد يؤدي إلى قيء مفاجئ، وتظهر الأعراض عادةً خلال ساعتين إلى ست ساعات من تناول الطعام، وعند الاشتباه يُنصح باللجوء إلى طبيب الأطفال خاصة إذا ترافقت الأعراض مع حمى أو براز دموي.
دوار الحركة: سبب غير متوقّع
دوار الحركة قد يسبب القيء لدى الأطفال من عمر سنتين فما فوق خاصة أثناء ركوب السيارة، وهو نادر الحدوث عند الرضع لكنه لا يستدعي القلق إذا كان عرضيًا.
GERD: الارتجاع المعدي المريئي
إذا كان الطفل يتقيأ بعد كل رضعة أو يظهر عليه الانزعاج أثناء الأكل فقد يكون مصاباً بـ GERD، ومن الأعراض المرتبطة به: السعال والانزعاج عند التقيؤ أو وجود دم في القيء.
الارتجاع المعدي المريئي عند الرضع
الحساسية وعدم التحمل الغذائي
قد يسبب تناول بعض الأطعمة رد فعل تحسسي يشمل القيء والطفح الجلدي وتورم الشفتين، أو صعوبة في التنفس، وبحسب American Academy of Pediatrics (AAP) فإن 8% من الأطفال يعانون من حساسية غذائية وأكثر المسببات شيوعًا تشمل الفول السوداني والحليب والبيض والقمح والمأكولات البحرية.
الربو والسعال المرتبط به
السعال القوي الناتج عن الربو قد يؤدي إلى القيء وغالباً ما يحدث أثناء الليل أو بعد النشاط البدني، من العلامات المصاحبة: ضيق التنفس والصفير عند التنفس.
الانغلاف المعوي: حالة تستدعي الطوارئ
يحدث الانغلاف عندما يدخل جزء من الأمعاء داخل جزء آخر، ما يُحدث انسداداً يسبب قيئاً مفاجئاً وألماً شديداً في البطن، هذه الحالة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لتجنب المضاعفات.
أسباب خطيرة نادرة أخرى
تشمل الأسباب الأقل شيوعاً للقيء: التهاب الزائدة الدودية والتهاب السحايا والتهاب الكبد A، ومرض هيرشسبرونغ (Hirschsprung’s disease)، تتطلب هذه الحالات تشخيصاً دقيقاً وفورياً.
متى تجب زيارة الطبيب؟
متى تجب زيارة الطبيب؟
من الضروري طلب المساعدة الطبية إذا استمر القيء لأكثر من 12 ساعة أو إذا رافقته حمى عالية ودم في البراز أو القيء أو علامات جفاف واضحة، كما يجب الحذر من القيء المفاجئ المصحوب بأعراض عصبية أو تنفسية لأنه قد يكون علامة على حالة خطيرة.
التمييز بين القشط والقيء
القشط (spitting up) شائع خلال السنة الأولى ويحدث غالباً بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي أما القيء (throwing up) فيكون أكثر عنفاً وقد يشير إلى مشكلة صحية، لذلك من المهم التفرقة بين الحالتين ومراقبة التطورات بدقة.
