بين عمر السنتين إلى الخمس سنوات، يمرُّ الأطفال بفتراتٍ من التلعثم أثناء التحدث، إلا أن في هذه المرحلة العمرية، تنمو قدراتهم اللغوية بشكلٍ كبير، ويستطيعون تكوين جمل طويلة ومعقدة، ومع ذلك، قد يستمر التلعثم مع بعض الأطفال لفترة طويلة، متمثلاً في تكرار الكلام والأصوات.
كذلك، قد تظهر علامات التأتأة نتيجة وجود شدٍّ عضلي أثناء نطق الطفل، ما يستدعي اللجوء إلى أخصائي نطق ولغة لعلاج هذه الحالات من التلعثم المستمر.
لذلك، من الضروري أن يراقب الآباء أنماط كلام أطفالهم ويدققوا فيها، مع التركيز على طريقة تحدثهم في سنٍّ مبكرة، إضافةً إلى توفير بيئة آمنة خالية من الضغط والتوتر.
عوامل تساعد على التنبؤ بالتأتأة والتلعثم عند الأطفال
تزداد احتمالية إصابة الطفل بالتلعثم إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بهذه الحالة، خاصة بين الوالدين أو الأقارب المقربين.
يُعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتلعثم مقارنة بالإناث، حيث تصل نسبة الإصابة بين الذكور قبل سن المدرسة إلى ضعف نسبة الإصابة بين الإناث. وتزداد هذه النسبة لتصبح 3 إلى 4 أضعاف عند دخول المدرسة.
كلما ظهرت مشكلة التلعثم في سن متأخرة (4 سنوات فما فوق)، زادت احتمالية استمرارها مقارنة بالأطفال الذين تظهر لديهم المشكلة في سن مبكرة (2-3 سنوات)، حيث تكون فرصة الشفاء التلقائي أكبر في الحالات المبكرة، وفقاً لموقع HealthyChildren.org.
الأطفال الذين يعانون من مشكلات في النطق أو تأخر في تطور اللغة يكونون أكثر عرضة لاستمرار مشكلة التلعثم، حيث تؤثر هذه الصعوبات على قدرتهم الكلامية وقد تستمر معهم إلى مراحل عمرية لاحقة.
يجب على الوالدين تجنب تعريض الطفل لمواقف تزيد من حدة التلعثم، مع العمل على بث الشعور بالأمان والطمأنينة فيه.
من المهم مناقشة حالة الطفل بلغة إيجابية، مليئة بالدعم والمرح، لتجنب شعوره بالضيق أو رفض مشكلته في الكلام.
التحدث عن التلعثم بشكل إيجابي
يجب أن يكون الوالدان مثالًا للثقة والوضوح في الكلام، وأن يقدما للطفل إرشادات عملية للتحدث ببطء وثقة، مع استخدام لغة جسد وتعبيرات مناسبة لتشجيعه على التقليد.
لا بد من الحصول على تقييم من أخصائي نطق ولغة لتشخيص حالة الطفل بدقة، ووضع خطة علاجية مناسبة لتسريع تعافيه، وفقاً لموقع WebMD.