تعتبر القرفة من المشروبات الشائعة التي يتناولها الملايين حول العالم، خاصةً أنه يمكن تناولها بعدة طرق سواء من خلال إضافتها للأطعمة أو تحضيرها كمشروب، لكن يجب الحذر من الإفراط في تناولها.
وكشفت دراسة نُشرت في مجلة "Food Chemistry" عام 2024، أن الإفراط في تناول القرفة يؤثر في امتصاص الجسم لبعض الأدوية، وعلى الرغم من أن كميات صغيرة منها يمكن أن تقدم فوائد صحية، إلا أن استخدامها بشكل متكرر أو بكميات كبيرة يؤدي إلى حدوث تفاعلات دوائية.
الإفراط في تناول القرفة يؤثر في امتصاص الجسم لبعض الأدوية
قال الباحث الرئيسي بيل جورلي، كبير العلماء في المركز الوطني لأبحاث المنتجات الطبيعية بجامعة ميسيسيبي الأمريكية، إن المركب العضوي الموجود في القرفة "سينامالدهيد"، يشكل خطراً على تفاعلات الأدوية.
ووجد الباحثون أن الإفراط في استخدام القرفة يسرع من عملية التخلص من بعض الأدوية في الجسم، ما يقلل من فعاليتها.
لم تحدد الدراسة الكمية المفرطة من القرفة بدقة، لكن الباحثين حذروا من أن المكملات الغذائية التي تحتوي على القرفة تحمل مخاطر أكبر، وينصحون المرضى باستشارة طبيبهم قبل استخدام مكملات القرفة أو غيرها من المنتجات المشابهة، وفقاً لما جاء في موقع وكالة أنباء UPI الأمريكية.
وذكرت مجلة Science Direct العلمية، أن زيت القرفة، المُستخرج من اللحاء، يستخدم في مختلف أنظمة الطب التقليدي في العلاجات العشبية، خاصةً لإدارة الإجهاد التأكسدي، وتحسين الدورة الدموية، وأمراض الكبد.
يمكن للقرفة أن تخفض نسبة الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2، حيث أن "سينامالديهيد" هو المسؤول الأساسي عن هذا التأثير، كما أن التعرض طويل الأمد لبعض المواد الكيميائية النباتية الغذائية مثل القرفة، يمكن أن يغير وظيفة العديد من إنزيمات استقلاب الأدوية، مثل السيتوكروم بي-450 إس.
مخاطر القرفة على مرضى السكري
كما أن الاستهلاك المزمن لبعض المواد الكيميائية النباتية مفيد فقط للأفراد الأصحاء، والبعض الآخر من تلك المكملات يمكن أن يشكل مخاطر صحية تهدد الحياة في ظل ظروف معينة، وخاصة في حالة المعاناة من مرض طويل الأمد.
ومن المتوقع أن ينمو سوق القرفة العالمي بمقدار 412.9 مليون دولار بين عامي 2024 و2028، ويرجع ذلك جزئيًا إلى استخدامها في المنتجات الصحية والصيدلانية، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية تفاعل القرفة مع الأدوية بشكل كامل.