كشفت دراسة جديدة أن الرجفان الأذيني (AFib) قد يزيد خطر الإصابة بالخرف، وهو اكتشاف يسلط الضوء على تعقيدات هذا الاضطراب القلبي الشائع، حيث عُرضت نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي لجمعية نظم القلب الأوروبية (EHRA) 2025، والتي تشير إلى العلاقة بين الرجفان الأذيني والخرف وخاصة الخرف المبكر.الرجفان الأذيني (AFib) يزيد خطر الإصابة بالخرف
الدراسة التي حملت عنوان "Association between atrial fibrillation and dementia, with a particular focus on early-onset dementia: A longitudinal population-based study in Catalonia, Spain" شملت أكثر من 2.5 مليون مشارك في كاتالونيا إسبانيا.
وخلص الباحثون إلى أن الرجفان الأذيني كان مؤشراً ضعيفاً على الإصابة بالخرف بشكل عام، ومع ذلك أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني وكانوا تحت سن 70 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 21% مقارنةً بمن لا يعانون منه، كما كان الخطر أكبر بكثير بالنسبة لأولئك الذين شُخِصوا بالخرف قبل سن 65.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني وكانوا أقل من 70 عاماً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف المبكر، في المقابل بعد سن السبعين لم يعد خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالرجفان الأذيني ذا دلالة إحصائية، وخلص الباحثون إلى أن الرجفان الأذيني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بـ الخرف المبكر بنسبة 36% في الأشخاص الذين تم تشخيصهم قبل سن 65.
تم إجراء هذه الدراسة باستخدام بيانات من نظام تطوير البحث في الرعاية الأولية في إسبانيا حيث استخدم الباحثون سجلات ديموغرافية وبيانات طبية ومختبرية بالإضافة إلى بيانات الأدوية، وتم استبعاد المشاركين الذين كانوا يعانون من تدهور إدراكي أو خرف سابق لتشمل الدراسة 2,458,905 أشخاص، مع مرور الوقت أظهرت النتائج أن الرجفان الأذيني يزيد من مخاطر الخرف بشكل ملحوظ خاصة في الفئات العمرية الأصغر.
من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة تشير فقط إلى زيادة في خطر الإصابة بالخرف لدى مرضى الرجفان الأذيني دون أن تؤكد أن الرجفان الأذيني هو السبب المباشر للخرف، وفي هذا السياق أشار الدكتور بول دروري، طبيب قلب، لـ"webmd" إلى أن الدراسة استعادية ولا توفر تفاصيل دقيقة عن العلاجات التي تلقاها المرضى أو الأمراض المصاحبة.الرجفان الأذيني ليس السبب المباشر للخرف
أكد الباحثون أن دراسة نتائج هذه العلاقة قد تساعد في فهم أفضل للآليات التي يمكن أن تربط بين الرجفان الأذيني والخرف، مشيرين إلى ضرورة البحث في كيفية تأثير التدخل المبكر في معالجة الرجفان الأذيني، بما في ذلك استراتيجيات التحكم في ضربات القلب، في تقليل خطر الإصابة بالخرف في المستقبل