الارتفاع العالمي في درجات الحرارة لا يسبب تغييرات جذرية في كوكب الأرض فقط، بل يؤثر في صحة الإنسان خاصة الأطفال، حيث يسبب تغيرات في نمو أدمغة الصغار، واكتشف الباحثون أن التعرض لدرجات حرارة عالية يؤثر في وظائف الدماغ لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة.
وفسر البحث الهولندي الجديد مدى ارتباط موجات الحر الزائدة بزيادة حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية لدى الشباب، فمع تفاقم التغيرات المناخية كان لابد من معرفة آثارها على صحة الإنسان خاصة الأطفال.
تزداد الزيارات لغرف الطوارئ خلال موجات الحر، حيث يعاني بعض الأطفال من إيذاء النفس واضطرابات التكيف والقلق، حيث تقدم الدراسة أول دليل عصبي حيوي على كيفية تأثير درجة الحرارة بشكل مباشر على وظائف الدماغ لدى الأطفال.
تؤثر درجة الحرارة بشكل مباشر على وظائف الدماغ لدى الأطفال
أجرى الباحثون الدراسة على 2229 طفلا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً، حيث لاحظوا انخفاضاً في الاتصال بين شبكات الدماغ الرئيسية في الأسبوع السابق لتصوير الدماغ أثناء ارتفاع درجات الحرارة.
ووفق المسح الدماغي للأطفال المشاركين، فإن التعرض للحرارة أثر على 3 شبكات دماغية أساسية، لكن تأثير الحرارة عليها كان فورياً ومؤقتاً وقت التعرض للحرارة، حيث انخفض ذلك التأثير تدريجياً.
كشفت دراسات سابقة عن العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الانتحار، حيث يرتبط ذلك بمشكلة في شبكة Salience بالدماغ، فهي تعمل كمركز حاسم لاتخاذ القرارات لتحديد الأهمية وترتيبها في أي موقف معين، وانخفاض الاتصال الوظيفي داخلها يفسر سبب زيادة معدلات الانتحار مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويعتبر الجفاف واضطرابات النوم من العوامل التي تؤثر سلباً في شبكة Salience بالدماغ، فمن المعروف أن الأطفال يفقدون السوائل أسرع من البالغين، والحرمان من النوم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يهدد الشبكة بالدماغ.
اضطراب النوم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يهدد الشبكة بالدماغ
ووفق النتائج التي نُشرت في مجلة "Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry" يجب حماية الأطفال والمراهقين من الحرارة الزائدة، عن طريق تحسين الوصول إلى موارد التبريد وزيادة المساحات الخضراء حفاظا على الصحة الإدراكية والعاطفية، ويُنصح الآباء بالتركيز على ضمان ترطيب أجسام الأطفال، والحصول على النوم الكافي والتواجد في أماكن باردة.