مرضى التهاب الأمعاء أكثر عرضة لباركنسون بنسبة 41%.. دراسة صادمة

تشير الأبحاث إلى أن مرضى التهاب الأمعاء (IBD) قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ مرض باركنسون حيث وجدت تحليل تلوي (meta-analysis) أن خطر الإصابة بباركنسون يزيد بنسبة 41% لدى مرضى التهاب الأمعاء مقارنة بغيرهم.

ويعتقد العلماء أن التهاب الأمعاء المزمن وخلل التوازن الميكروبي (dysbiosis) في الجهاز الهضمي قد يلعبان دوراً رئيسياً في الإصابة بكلا المرضين، ونتيجة لذلك أجرت جامعة فلوريدا دراسة جديدة قارنت بين الميكروبيوم المعوي لدى مرضى باركنسون ومرضى IBD، ونشرت نتائجها في مجلة npj Parkinson’s Disease.مرض باركنسونمرض باركنسون

نقص البكتيريا النافعة لدى مرضى باركنسون وIBD

وجد الباحثون أن المرضى المصابين بباركنسون أو التهاب الأمعاء لديهم نقص كبير في البكتيريا المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة وهي مركبات ضرورية لتنظيم الجهاز المناعي.

وقالت كاثرين فليتشر، رئيسة قسم الاتصالات البحثية في مؤسسة Parkinson’s UK، والتي لم تشارك في البحث: "هذه الدراسة أول مقارنة مباشرة بين الميكروبيوم المعوي لمرضى التهاب الأمعاء ومرضى باركنسون، وتضيف إلى المعرفة المتراكمة حول دور البكتيريا النافعة في كلا المرضين".

آلية البحث وتحليل الميكروبيوم

شملت الدراسة 54 مريضاً بباركنسون و26 مريضاً بـIBD و16 شخصاً سليماً كمجموعة ضابطة تراوحت أعمارهم بين 40 و80 عاماً.

وقدم جميع المشاركين عينات براز لتحليل الميكروبيوم المعوي باستخدام تقنية الميتاجينوم (metagenomics) كما قارن الباحثون بياناتهم مع مجموعات بيانات ميتاجينومية مفتوحة المصدر تضم 490 عينة لمرضى باركنسون و234 عينة لأشخاص أصحاء.

هل خلل الميكروبيوم سبب أم نتيجة؟

لأن هذه الدراسة رصدية لا يمكن الجزم بما إذا كانت التغيرات في الميكروبيوم المعوي تسبب المرض أو نتيجة له.

ويقترح الباحثون أن الالتهاب المزمن قد يؤدي إلى خلل ميكروبي يفضل نمو الميكروبات الممرضة لكن من المحتمل أيضاً أن تكون البكتيريا الضارة هي السبب الأساسي للالتهاب.

دور العلاجات المضادة للالتهاب في الوقاية

تشير الأبحاث السابقة إلى أن العلاجات المضادة لعامل نخر الورم (anti-TNF)، المستخدمة في علاج IBD، قد تقلل من خطر الإصابة بباركنسون، لكن الدكتور مايكل إس. أوكون، المستشار الطبي لمؤسسة Parkinson’s Foundation، حذر من التسرع في استخدام هذه العلاجات، قائلاً: "لا ينبغي للأطباء وصف العلاجات المضادة لـ TNF تلقائيًا للمرضى المعرضين للخطر فهذه الأدوية لها آثار جانبية ولم تصل الأبحاث بعد إلى مرحلة التوصيات العلاجية".العلاجات المضادة للالتهاب تقلل خطر الإصابة  بمرض باركنسونالعلاجات المضادة للالتهاب تقلل خطر الإصابة بمرض باركنسون

هل يمكن للنظام الغذائي أن يساعد؟

حذر الباحثون من الاستخدام العشوائي للمكملات والبروبيوتيك حيث تختلف تأثيراتها حسب طبيعة الميكروبيوم الفردي لكل شخص، لكنهم أكدوا على أهمية النظام الغذائي حيث أن النظام الغذائي المتوسطي (Mediterranean diet) قد يقلل من خطر الإصابة بباركنسون عبر تحسين توازن الميكروبيوم المعوي.