لماذا لا يزال تطعيم كورونا للأطفال ضرورياً؟ دراسة تكشف تأثيره على المضاعفات طويلة الأمد

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين تلقوا لقاح COVID-19 أقل عرضة للإصابة بمتلازمة "كورونا طويل الأمد" (Long COVID) مقارنةً بغير الملقحين، ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في إقناع الآباء بأهمية الحفاظ على تحصين أطفالهم ضد الفيروس.

ويتردد العديد من الآباء في تلقيح أطفالهم نظراً لأن الحالات لدى الأطفال غالباً ما تكون خفيفة، لكن الدراسة التي تناولت حالة ما بعد الإصابة بكورونا (PCC)، وهو المصطلح العلمي لكورونا طويل الأمد، تدعم أهمية مواصلة التطعيم وفقاً للباحثين.

كيف أجريت الدراسة؟

شملت الدراسة أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 عاماً في 4 ولايات أمريكية خلال الفترة من يوليو 2021 إلى مايو 2023، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تلقوا التطعيم قبل الإصابة كانوا أقل عرضة للإصابة بواحد أو أكثر من أعراض PCC بنسبة 57%.

الأطفال الذين تلقوا التطعيم كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض PCCالأطفال الذين تلقوا التطعيم كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض PCC

يقول سارانغ كيم يون، أستاذ الطب البيئي والمهني في جامعة يوتا الطبية: "اللقاحات لا تمنع العدوى دائماً ولكن إذا حدثت الإصابة فإن الجسم يكون لديه نظام دفاعي جاهز مما يمنع تفاقم الحالة".

ورغم أن البالغين أكثر عرضة للإصابة بكورونا طويل الأمد مقارنةً بالأطفال، فإن خطر الإصابة بـPCC لدى الأطفال المصابين يتراوح بين 1% و3%.

ما الذي أظهرته النتائج؟

من بين 622 طفلاً أُجريت عليهم الدراسة أصيب 28 طفلاً (5%) بأعراض PCC، في حين لم يبلغ 594 طفلاً (95%) عن أي أعراض خلال فترة المتابعة.

تم تعريف PCC على أنه مرض يستمر لمدة 4 أسابيع أو أكثر بعد المرحلة الحادة من العدوى مع أعراض تشمل مشاكل تنفسية وتعب وضعف عام وصعوبة في ممارسة الرياضة وتغير في مستويات الطاقة واضطرابات مزاجية ومشاكل في النوم.

وفي حالات نادرة قد يؤدي PCC إلى مضاعفات خطيرة مثل الانسداد الرئوي الحاد والتهاب عضلة القلب واعتلال عضلة القلب والفشل الكلوي ومرض السكري من النوع الأول.

تأثير اللقاح على الأعراض

وأظهرت الدراسة أن 57% من الأطفال المصابين بـPCC كانوا قد تلقوا التطعيم، لكن التطعيم قلل من احتمالية إصابة الأطفال بأكثر من عرض من أعراض PCC بنسبة 73%، كما قلل احتمالية الإصابة بأعراض تنفسية بنسبة 72%.

قلل احتمالية الإصابة بأعراض تنفسيةأظهرت النتائج أن التطعيم قلل احتمالية الإصابة بأعراض تنفسية

وأشار الباحثون إلى أن الحماية التي يوفرها اللقاح قد تكون أكبر من الأرقام الظاهرة، لأن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار عدد الإصابات التي منعها التطعيم من الأساس.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن 10% إلى 30% من الأطفال الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بسبب COVID-19 يعانون من حالات خطيرة.

من بين 28 طفلاً أُصيبوا بكورونا طويل الأمد في الدراسة كان لدى 21 طفلاً أكثر من عرض واحد وكان العرض الأكثر شيوعاً هو مشاكل التنفس التي ظهرت لدى 19 طفلاً، وأثرت هذه الأعراض على الحياة اليومية للأطفال مثل الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الرياضية.

ماذا تعني هذه النتائج للآباء؟

قال باحثون من CDC لموقع WebMD: "على الرغم من أن الإصابة بكورونا طويل الأمد بعد التطعيم لا تزال ممكنة، فإن التطعيم يقلل من خطر الإصابة بأي من أعراض PCC، كما يقلل من خطر الإصابة بعدة أعراض معاً".

هل التطعيم لا يزال ضرورياً للأطفال؟

على الرغم من أن معظم الأطفال الأمريكيين تعرضوا للفيروس، يؤكد الباحثون أن ذلك لا يغني عن التطعيم، وقال ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت: "السبب في ضرورة التطعيم حتى بعد الإصابة السابقة هو أن الفيروس يستمر في التحور تماماً كما نفعل مع لقاح الإنفلونزا، نقوم بتحديث لقاحات COVID لمواكبة الفيروس مما يعزز الوقاية".

الفيروس يستمر في التحورالتطعيم ضروري حتى بعد الإصابة لأن الفيروس يستمر في التحور

وأضاف أن التطعيم ضروري بشكل خاص للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة لأن الحفاظ على مناعتهم في أفضل حالة ممكنة أمر بالغ الأهمية.

معدلات التطعيم بين الأطفال

وفقاً للإحصائيات، تلقى 12% فقط من الأطفال الأمريكيين اللقاحات المحدثة لـ2024-2025 وهو ما يمثل نصف نسبة البالغين تقريباً.

يقول "شافنر" إن هناك اعتقاداً شائعاً بين الآباء بأن متحورات أوميكرون الحالية أقل خطورة مما يجعلهم يترددون في تلقيح أطفالهم.