العسل، ذلك السائل الذهبي الذي يُعد من أقدم الأطعمة الطبيعية التي استخدمها الإنسان، يتمتع بسمعة طيبة لفوائده الصحية العديدة، لكن مع زيادة الطلب على العسل في الأسواق العالمية، أصبحت عملية غش العسل أكثر انتشاراً، ما يجعل من الصعب على المستهلكين التمييز بين العسل الأصلي والمغشوش.
تتعدد طرق غش العسل، بدءاً من إضافة السكر أو الماء، وصولاً إلى استخدام مواد كيميائية لتحسين مظهره وطعمه؛ هذه الممارسات لا تقلل فقط من القيمة الغذائية للعسل، بل قد تشكل أيضاً مخاطر صحية على المستهلكين.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة أبرز الطرق العملية والعلمية التي يمكن من خلالها اكتشاف العسل المغشوش، وكيفية التأكد من جودة العسل الذي تشتريه، إضافةً إلى نصائح تساعدك على إضافة العسل إلى نظامك الغذائي بطريقة صحية.العسل المزيف
يسهل الاحتيال على الأشخاص وبيع العسل المزيف المضاف إليه الشراب والمواد المضافة الرخيصة لتخفيفه، ولهذا إذا كنت تشتري العسل من السوبر ماركت، فالأفضل اختيار الأصناف الداكنة للعسل؛ فغالباً ما تحتوي على مضادات أكسدة أعلى من العسل الفاتح.
قال أخصائية التغذية، جولي جوغ، إن العسل الأصلي يتبلور بمرور الوقت خاصةً في درجات الحرارة الباردة، أما العسل المغشوش يظل سائلاً، لكن بعض أنواع العسل الأصلي تتبلور ببطء، ما يجعل هذه الطريقة للكشف عن الأصلي والمغشوش غير مضمونة.
أوضح أخصائي التغذية، روب هوبسون، أنه من الضروري اختيار العلامات التجارية التي تذكر بوضوح من أين يأتي العسل، ومن الأفضل الحصول على العسل المحلي من مُربي نحل مستقل إذا استطعت، حسب صحيفة "The Telegraph".
ضع ملعقة عسل في كوب ماء، العسل النقي سيترسب في القاع، بينما يذوب العسل المغشوش بسرعة.
اختبر العسل بوضع قطرة صغيرة على إصبعك، سيبقى العسل الأصلي متماسكاً، بينما ينتشر المغشوش بسرعة بسبب الماء المضاف إليه.
اخلط ملعقة صغيرة من العسل مع القليل من الماء وقطرات من الخل؛ إذا ظهرت رغوة أو فقاعات، فقد يكون العسل مغشوشاً بمواد مثل نشا الذرة أو السكر الصناعي.
العسل الأصلي له طعم لاذع قليلاً عند تذوقه ويترك إحساساً بالحرقة الخفيفة في الحلق، أما العسل المغشوش غالباً ما يكون طعمه حلواً بشكل مفرط ولا يترك أي إحساس لاذع.لعسل يمكن أن يساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي
العسل يمكن أن يساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي المزمنة والجهاز الهضمي، ومكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية وتحسين الذاكرة والجهاز الهضمي، كما يُستخدم كعلاج خارجي في حالة التعرض للحروق، إضافةً إلى دوره في ترطيب الجلد.
مع ذلك، نصح "هوبسون" بعدم إعطاء العسل أبداً للأطفال الأقل من عام واحد، لكي لا يزيد خطر التسمم الغذائي لديهم.
كما قال إنه على مرضى السكري من النوع 2 تناول العسل يومياً بشكل روتيني؛ فقد يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، مشيراً إلى أنه يجب تناوله بحذر ومعاملته مثل أي نوع من المحليات مثل السكر.
أما من وجهة نظر "جوغ"، فإن الذين يعانون من حساسية تجاه النحل أو حبوب لقاح النحل أو العسل يجب أن يتجنبوه، فربما يعانون من رد فعل تحسسي عند تناوله.
اقترحت "جوغ" إضافة العسل بدلاً من السكر في المشروبات مثل الشاي أو القهوة، وحتى على الزبادي، كما يمكن وضعه على الخبز المحمص، وخلطه في تتبيلات السلطة لإضفاء لمسة من الحلاوة، حيث يُنصح بإدخاله في مكونات تحضير المخبوزات للحفاظ على رطوبتها لفترة أطول.