بعد مأساة المصرية آية عادل.. هل العنف الزوجي علامة على الاضطراب العقلي؟

أثارت حادثة السقوط المأساوية للشابة المصرية آية عادل من شرفة منزلها في الأردن موجة من الحزن والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما كشفت شقيقتها عن تعرُّض "آية" للعنف الجسدي على يد زوجها، وهو ما أشارت إليه التحقيقات الأولية التي أظهرت وجود آثار إيذاء واضحة على جسدها.

هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول العلاقة بين العنف واضطرابات الصحة العقلية، وما إذا كان العنف الزوجي مؤشراً على إصابة الزوج بمشكلة نفسية أو عقلية، حتى لو لم يتم تشخيصه بعد، ولكن هل هذا الاعتقاد دقيق؟ "بوابة صحة" تكشف في السطور القادمة عن العلاقة بين العنف والحالات المختلفة من الصحة العقلية.

أشكال العنف الزوجيهل العنف الزوجي علامة على اضطراب الصحة العقلية؟

هل العنف الزوجي علامة على اضطراب الصحة العقلية؟

الاعتقاد بأن المصابين بحالات الصحة العقلية غالباً ما يظهرون سلوكيات عنيفة أو خطيرة من المفاهيم الخاطئة، فالعنف يحدث لأسباب مختلفة بخلاف الإصابة بمشكلات متعلقة بالصحة العقلية.

وأظهرت دراستان أن نسبة صغيرة فقط من العنف في المجتمع يرتكبها المصابون بالأمراض العقلية، والنسبة الأكبر من الذين يعانون من اضطرابات بالصحة العقلية لم يسجلوا ممارسات عنيفة، وفق مجلتي Psychiatry Edgmont و ournal of Epidemiology and Community Health.

وما يجب معرفته أن بعض الأمراض العقلية يمكن أن تزيد من خطر السلوك العنيف، ويختلف هذا الخطر من شخص لآخر حسب الحالة وشدة الأعراض وعوامل أخرى.

ويمكن أن يعاني شخصان مصابان بنفس التشخيص النفسي من أعراض سريرية مختلفة، خاصة إذا مروا بحياة وظروف مختلفة في الماضي ما أدى إلى اختلاف قدرتهم على إظهار العنف.

ومن بين العوامل التي تؤثر في مستوى العنف من شخص لآخر، تاريخ ممارسته للعنف وتجارب الإساءة التي مر بها وأسلوب حياته وظروف الحالة، إضافة إلى العمر، فجميعها تؤثر في ممارسة العنف بغض النظر عن الصحة العقلية.

أشكال العنف الزوجيأمراض عقلية تؤدي لممارسة العنف

أمراض عقلية تؤدي لممارسة العنف

يمكن أن يعاني مرضى بعض الأمراض العقلية من السلوكيات العنيفة أكثر من المصابين بأمراض أخرى، خاصة الذين يعيشون بالمصحات النفسية مقارنة بالمدمجين بين أفراد المجتمع، ومن بين هذه الأمراض:

1-الفصام والعنف

أجرى باحثون دراسة عام 2019 على مجموعة مكونة من 1435 شخصاً مصاباً بـ الفصام شاركوا في دراسة التجارب السريرية المضادة للفصام والأمراض الذهانية التابعة للمعهد الوطني للصحة العقلية الأمريكي وتم متابعتهم لمدة عام ونصف.

وكشفت الدراسة أن عدم الخضوع للعلاج وخوف المرضى نتيجة أوهام تراودهم السبب في إظهار بعض السلوكيات العنيفة في جزء منهم.

2-اضطرابات الشخصية والعنف

يظهر المصابون ببعض اضطرابات الشخصية مثل اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع والشخصية الحدية، سلوكيات عنيفة تزداد عند تعاطي المواد أو وجود أعراض ذهانية.

ويعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية في الغالب من أعراض مثل خلل الانفعال والاندفاع، ما قد يؤدي إلى العنف في بعض الحالات، بحسب موقع MentalHealth.com.

اضطراب الشخصية الحديةيظهر المصابون باضطراب الشخصية الحدية سلوكيات عنيفة

3- اضطرابات تعاطي المواد المخدرة والعنف

في حالة إدمان المواد المخدرة أو الكحول يُظهر الشخص سلوكيات عنيفة، وفي حالة الإصابة بالفصام أو اضطراب ثنائي القطب كذلك مع الإدمان يزيد خطر العنف.

4-تأثير الاضطراب ثنائي القطب على العنف

مرضى اضطراب ثنائي القطب يعانون من تقلبات مزاجيةتأثير الاضطراب ثنائي القطب على العنف

بسبب إظهار المصابين بـ اضطراب ثنائي القطب لسلوكيات مرتبطة بأعراض الهوس مثل العظمة والاندفاع والشعور المبالغ فيه بالقوة فأحيانا يتصرفون بعنف.