لا يزال العنف الزوجي يشكل ظاهرة مقلقة في مجتمعاتنا، حيث تتوالى الحوادث المؤلمة التي تكشف عن معاناة النساء خلف جدران المنازل، وآخرها وفاة الفنانة التشكيلية المصرية آية عادل في الأردن، والتي فجرت الكثير من التساؤلات حول الظروف التي أدت إلى وفاتها، وسط مزاعم تشير إلى تورط زوجها في تعرضها للإيذاء الجسدي والنفسي لفترة طويلة.
في شهادتها المؤثرة خلال برنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب ويعرض على شاشة "MBC مصر"، كشفت شقيقة آية عادل عن تفاصيل مروعة عاشتها الضحية قبل وفاتها، موضحة أنها تلقت في 1 يناير 2025 صوراً من شقيقتها تكشف عن تعرضها للتعذيب على يد زوجها، وأخبرتها أنها اتخذت قرار الطلاق بعد سنوات من الخيانة الزوجية والمشاحنات التي تحملتها من أجل أطفالها.
في هذا السياق، تسلط "بوابة صحة" الضوء على أشكال العنف الزوجي وتأثيره المدمر على الصحة العقلية للنساء، فالعنف لا يقتصر فقط على الإيذاء الجسدي، بل يمتد ليشمل الإيذاء النفسي الذي يترك ندوباً عميقة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل الاكتئاب، والقلق، وحتى الانتحار في بعض الحالات.
العنف الجسدي يحدث عند إيذاء المرأة باستخدام القوة البدنية
1-العنف الجسدي يشير إلى إيذاء المرأة عن طريق ضربها أو ركلها أو استخدام أي نوع من القوة البدنية كما حدث مع آية عادل.
2-العنف الجنسي يعني محاولة إجبار المرأة على مشاركة زوجها في سلوك جنسي لا توافق عليه.
3-عندما يكون لدى الرجل إفراط في الاهتمام أو الاتصال غير المرغوب فيه بسبب الخوف أو القلق فهذا يعني "المطاردة".
4-استخدام الألفاظ بقصد إيذاء الشريك عقلياً أو عاطفياً.
النساء المعنفات معرضات للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب
النساء المعنفات معرضات بشكل أكبر للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات وأفكار الانتحار.
وعادة ما يتبع اندفاع المعتدي الندم والاعتذار في العنف الزوجي، لكن يتكرر السلوك مرة أخرى، وبالتالي تعيش النساء تحت ضغط جسدي وعاطفي يؤثر في الصحة العقلية والجسدية.
وكشفت إحدى الدراسات عام 2013 نُشرت في مجلة "Journal of Mental Health" أن احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أعلى بنحو 7 مرات بالنسبة للاتي تعرضن للعنف الزوجي أو الأسري مقارنة باللاتي لم يتعرضن له.
كما أن احتمالية الإصابة بالاكتئاب أكبر بمقدار 2.7 مرة والقلق يصل إلى 4 أضعاف، ووصلت احتمالية وجود أفكار انتحارية إلى 3.5 مرة مقارنة باللاتي لم يتعرضن للعنف الزوجي أو الأسري.
والكثير من النساء الناجيات من العنف الزوجي يرفضن التحدث عما تعرضن له وعدم القدرة على طلب الرعاية العقلية بسبب الخوف من انتقام الشريك والوصمة والتمييز والشعور بالخجل والإحراج.