منذ اندلاع الحرب ويعيش أهالي غزة حياة صعبة، وخاصة المرضى، حيث يدفعون الثمن غالياً، فحتى الدواء أصبح نادراً في غزة، وبعد هجوم العدوان الإسرائيلي على رفح ازداد الأمر سوءاً.
أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي، الذين يحتاجون إلى رعاية دورية، والتواجد في المستشفى طوال الوقت هم الأكثر تضرراً من اندلاع الحرب في غزة، والآن أصبح لا يوجد مكان آمن لتلقي العلاج، نقلاً عن "Reuters".
مرضى السرطان في غزة
الدكتور صبحي سكيك، مدير عام طب السرطان في غزة ومقره رفح، أكد أن الوضع سيء للغاية، ويحاولون الآن العمل من خلال مستشفى ميداني صغير جداً بموارد محدودة للغاية، كما أنهم لا يحصلون على أي إمدادات من أدوية السرطان، ونتيجة لذلك، توفي الكثير من المرضى، كما يحتاج الكثير من المرضى إلى السفر خارج غزة في أسرع وقت ممكن لتلقي العلاج، لكنهم لا يستطيعون بسبب العدوان الإسرائيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وهناك مخاوف عدة من تفشي التهاب الكبد الوبائي والتهاب المعدة والأمعاء على نطاق واسع، نتيجة التزاحم والظروف غير الصحية التي يعيش فيها السكان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة مع اقتراب فصل الصيف.
وقال مروان الحمص، مدير عام مستشفى النجار -أحد المستشفيات القليلة المتبقية العاملة في رفح- إن معدل الوفيات بين المرضى ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الأخيرة بسبب نقص الأدوية والمعدات والموظفين.
كما أشار محمد معين الحور حكيم، طبيب في مستشفى النجار، إلى أن أدوية التخدير والأكسجين نفدت بالفعل، كما توقفت مستشفى الولادة الرئيسي في رفح الآن عن استقبال المرضى.
مرضى الغسيل الكلوي في غزة
يقول صالح النثر، مريض غسيل الكلى من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لصحيفة "ذا ناشيونال"، إنه يواجه الموت كل يوم، مضيفاً: "أشعر أن هذه هي الساعات الأخيرة في حياتي بعدما فقدت الأمل في انتظام جلسات غسيل الكلى التي اعتدت عليها منذ أن كنت طفلاً صغيراً".
وتم تشخيص إصابة "النثر" بالفشل الكلوي عندما كان في التاسعة من عمره، ومنذ ذلك الحين، وهو يخضع لغسيل الكلى بشكل منتظم، وفي البداية، كانت جلسة واحدة في الأسبوع قبل أن تتم زيادتها إلى مرتين في الأسبوع بعد 3 سنوات من العلاج.
كما أوضح الدكتور سعيد خطاب، رئيس قسم الكلى في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، أن هذه هي المستشفى المتبقية لغسيل الكلى، وتخدم قطاع غزة بأكمله، ويوجد الآن حوالي 1000 مريض مصابين بالفشل الكلوي، وبالإضافة إلى ذلك، لا يوجد سوى 19 جهاز غسيل كلوي فقط تعمل جميعها طوال الـ24 ساعة، لإجراء 200 جلسة يومياً، ولا يوجد وقت كاف لتعقيمها.
لم يكن صالح النثر هو فقط من يعاني ولم يتلق العلاج المناسب، ولكن سهير زهاد "73 عاماً" تتذوق مرارة الألم يومياً أيضاً، حيث تعاني من فشل كلوي، وكان ينبغي أن تخضع لجلسة غسيل كلوي تستمر 4 ساعات، ولكن وفقاً للوضع الصحي في غزة، لا يمكن استخدام الجهاز سوى ساعتين فقط، وهو ما يترتب عليه عدم تلقي المرضى علاجهم كاملاً.
ومن المحتمل أن تتدهور حالة "سهير" بسبب نفاد الإمكانيات الطبية، فجميع المرضى يواجهون الموت مرتين في غزة، وخاصة أن هناك العديد من المستشفيات التي أعلنت عن نفاد مواردها بالكامل بعدما تعرضت للقصف.