منذ فرضت إسرائيل قيوداً على المياه في غزة، أصبح الفلسطينيون الفارون إلى الجنوب يقفون طوابير للحصول على المياه التي أصبحت نادرة، والكارثة أن أغلبها إما ملوث وإما يحتوي على الملح؛ للحصول عليه من مياه البحر.
ووفق ما ذكرته صحيفة "الجادريان" البريطانية، كتبت معلمة فلسطينية على موقع "X" أن أطفالها أصبحوا بحالة سيئة منذ نزوحهم؛ حيث يعانون من آلام بالمعدة وتشنجات البطن والقيء والإسهال، مشيرةً إلى أنها كانت تعتقد في البداية أنه بسبب النوم على الأرض وتغير الطقس، لكن اتضح أنه بسبب المياه الملوثة التي يشربونها يومياً؛ لذا دعنا نكشف لك تأثير شرب المياه الملوثة والمالحة على صحة سكان غزة، وخاصة الأطفال.
كشفت منظمة الصحة العالمية أن مياه الشرب الملوثة بالميكروبات يمكنها نقل أمراض كالإسهال والكوليرا والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال.
وقال سوديب خانا استشاري أمراض الجهاز الهضمي بالهند، إن تلوث المياه يؤثر بالسلب على الجهاز الهضمي نتيجة احتوائها على بكتيريا الإشريكية القولونية، والسالمونيلا، وعدوى العطيفة، مسببةً التهابات المعدة والأمعاء، فتشعر بآلام البطن والغثيان والقيء والإسهال.
وأضاف "خانا" لموقع "Times of India" أن المعادن الثقيلة، كالرصاص والزرنيخ والزئبق، الموجودة في الماء، تسبب آلاماً مزمنة للبطن، وتلفاً لبعض الأعضاء مثل الكبد والكلى على المدى الطويل.
ولفت الطبيب سوديب خانا إلى أن التعرض الطويل المدى للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الصناعية العالقة بالمياه الملوثة يعطل أداء الجهاز الهضمي؛ ما يؤدي إلى التهاب وتهيج بطانته، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المتعلقة به.
ورغم احتواء المياه الملوثة على الإشريكية القولونية التي تلحق الضرر بالجهاز الهضمي وتسبب أعراضاً مثل تشنجات البطن والإسهال والغثيان والقيء ويسهل علاجها، فإنها قد تلحق الضرر بأشخاص؛ ما يتطلب دخول المستشفى.
واستهلاك المياه الملوثة يمهد الطريق للطفيليات مثل "البروتوزوا" حتى تصل إلى الجهاز الهضمي البشري؛ ما يسبب مشكلات فيه وحدوث التهاب يقلل من امتصاص الجسم للعناصر الغذائية بسلاسة، وقيئاً شديداً يؤدي إلى الجفاف.
شرب المياه الملوثة قادر على إضعاف الجهاز المناعي؛ ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض، وهذا لا يزيد من مشكلات الجهاز الهضمي فقط، بل يجعل الجسم أكثر عُرضةً للالتهابات والمشكلات المزمنة الأخرى.
تشير التقديرات إلى أن مياه البحر تشكل نحو 97% من إمدادات المياه بالعالم، لكن لا يستطيع الإنسان شربها؛ نتيجة احتوائها على تركيزات عالية من الملح تصل إلى 3.5%، وهي نسبة أعلى من تركيز الملح في جسم البشر؛ وذلك وفق ما ذكره موقع American Oceans.
عند شرب مياه البحر، مثلما يحدث مع بعض سكان غزة في الوقت الحالي، لا تتمكن الكلى من إزالة الملح الزائد، كما أن لها تأثيرات أخرى مختلفة على الجسم مثل:
1- شرب مياه البحر يؤدي إلى جفاف مميت بالجسم بدلاً من ترطيبه. وإذا لم تُعالج المشكلة يتركز الملح بجسم الإنسان ويفقد كميات أكبر من المياه.
2- الكلى مسؤولة عن تصفية الفضلات من الدم وإزالة الماء الزائد من الجسم، لكن شرب مياه البحر يؤدي إلى تلفها؛ نتيجة زيادة عبء العمل عليها وجعلها تعمل بجهد أكبر.
3- مع استمرار شرب مياه البحر يعاني الإنسان من الغثيان والقيء، ومزيد من الجفاف إضافة إلى اختلال الكهارل في الجسم، وهي المعادن الموجودة في الجسم، ووظيفتها ضبط وظيفة الأعصاب والعضلات، وموازنة كمية الماء والحمض في الجسم؛ ما يؤدي إلى تشنجات العضلات وضعفها وأعراض أخرى.
4- عند شرب مياه البحر ستشعر بالعطش الشديد؛ حيث يحاول الجسم التخلص من الأملاح والمعادن الزائدة.
وبهذا فإن شرب المياه الملوثة والمالحة من شأنه تدمير صحة الإنسان التي قد لا تعود مرة أخرى نتيجة حدوث المضاعفات مع استمرار مثل هذا الوضع.