أسرار لا تعرفها عن الجلوتين.. خطر خفي يهدد صحة مرضى الغدة الدرقية

الجلوتين هو بروتين يوجد في القمح والشعير والجاودار وقد أصبح موضوعاً مثيراً للقلق بين مرضى اضطرابات الغدة الدرقية خصوصاً أولئك المصابين بأمراض الغدة الدرقية المناعية مثل مرض هاشيموتو، ما يجعل دراسة العلاقة بين استهلاك الجلوتين وحالة الغدة الدرقية أمر مهم لمساعدة المرضى في إدارة حالتهم الصحية بشكل أفضل.الغدة الدرقيةالغدة الدرقية

العلاقة بين الجلوتين ومرض الغدة الدرقية المناعي

تشير الأبحاث إلى وجود صلة بين حساسية الجلوتين وتفاقم أمراض الغدة الدرقية المناعية مثل مرض هاشيموتو ومرض غريفز، وقد أظهرت دراسة صادرة عن Oxford Academic أن الأفراد المصابين بمرض السيلياك وهو اضطراب مناعي مرتبط بالجلوتين يعانون من معدلات أعلى لاضطرابات الغدة الدرقية.

التشابه الجزيئي: آلية محتملة

واحدة من الآليات التي قد تفسر العلاقة بين الجلوتين وأمراض الغدة الدرقية هي التشابه الجزيئي بين بروتين الجلوتين ومواد موجودة في الغدة الدرقية، وقد يؤدي هذا التشابه إلى تفاعل غير طبيعي لـ جهاز المناعة فيتسبب في مهاجمة الأنسجة الدرقية كما لو كانت غلوتين مما يساهم في حدوث التهاب واضطرابات في الغدة الدرقية.

تأثير الجلوتين على صحة الأمعاء ووظيفة الجهاز المناعي

الجلوتين قد يؤثر سلباً على صحة الأمعاء خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من حساسية له أو من مرض السيلياك، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة نفاذية الأمعاء، وهي حالة تُعرف بـ"الأمعاء المثقوبة"، ما يسمح لجزيئات الطعام غير المهضومة والسموم بالمرور إلى الدم، ويزيد الالتهابات ويؤثر في استجابة جهاز المناعة بما في ذلك تلك التي تستهدف الغدة الدرقية.

دراسات حول الحميات الخالية من الجلوتين ووظيفة الغدة الدرقية

دراسات عديدة تناولت تأثير الحمية الخالية من الجلوتين على مرضى الغدة الدرقية المناعية:

أظهرت دراسة نشرت في 2023 أن الحمية الخالية من الجلوتين قد تساعد على تحسين وظيفة الغدة الدرقية وتقليل الالتهابات لدى المرضى المصابين بمرض هاشيموتو، ورغم ذلك أشار الباحثون إلى أن الأدلة ما زالت غير كافية لتوصية الجميع بتبني هذه الحمية.

دراسة أخرى ربطت الحمية الخالية من الجلوتين بتقليل مستويات هرمون التحفيز الدرقي (TSH) والأجسام المضادة للغدة الدرقية، مما يشير إلى فائدة محتملة في تعديل العملية المناعية، رغم أن الأعراض لم تتحسن بشكل كبير.

خطوات مهمة لمرضى اضطرابات الغدة الدرقية

قد يختار المرضى الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية المناعية اتباع بعض الخطوات لتقييم تأثير الجلوتين على صحتهم:

فحص مرض السيلياك: لأن مرض السيلياك أكثر شيوعًا بين مرضى الغدة الدرقية المناعية يمكن أن يكون فحص الأجسام المضادة للسيلياك مفيدًا، في حال التأكد من التشخيص يتطلب ذلك اتباع حمية خالية من الجلوتين.

تجربة استبعاد الجلوتين: للمصابين الذين لا يعانون من السيلياك ولكن يعانون من أعراض مرتبطة بالغدة الدرقية يمكن لتجربة استبعاد الجلوتين أن تساعد على تحديد ما إذا كانت الأعراض تتحسن.يجب استشارة أخصائي تغذيةيجب استشارة أخصائي تغذية

استشارة أخصائي تغذية: يجب مراقبة الحمية الخالية من الجلوتين بدقة لضمان التوازن الغذائي والحفاظ على صحة الغدة الدرقية.