يمكن أن تكون الأحداث الصادمة تحدياً كبيراً للتجاوز وغالباً ما تتطلب العلاج أو الأدوية، ومع ذلك هناك اهتمام متزايد حول استخدام لعبة الفيديو الكلاسيكية "Tetris" كوسيلة غير تقليدية لمساعدة الأفراد في التعامل مع الصدمات النفسية.
تشير الباحثة في الصدمات ماري كاثرين مكدوغال إلى أن "Tetris" يمكن أن تعالج في الواقع دماغك حيث تستخدم اللعبة كأداة للـ علاج النفسي، مشيرةً إلى سهولة دمجها في الحياة اليومية.
لعبة"Tetris" تستخدم كأداة للعلاج النفسي
وقد تم تداول تجارب شخصية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشار بعض الأشخاص إلى أن لعب "Tetris" بعد التعرض لمشاهد صادمة يساعد في "تنظيف" الدماغ من تلك الذكريات المؤلمة.
تظهر الأبحاث أن "Tetris" قد تكون وسيلة واعدة للتعامل مع الصدمة، وفي دراسة أجريت عام 2009 تم اختبار فعالية اللعبة كـ"لقاح معرفي" لمنع الذكريات المزعجة، وطلب الباحثون من 40 مشاركاً مشاهدة فيلم يتضمن مشاهد صادمة ثم توجيه نصفهم للعب "Tetris" لمدة 10 دقائق وجدت الدراسة أن الذين لعبوا اللعبة أبلغوا عن عدد أقل من الذكريات المزعجة مقارنة بالمجموعة التي لم تلعب.
تبع ذلك المزيد من الدراسات التي أثبتت أن لعب "Tetris" بعد التعرض لصور مزعجة يقلل الذكريات المؤلمة، ودراسة أخرى نُشرت في عام 2018 أكدت أن الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث سيارة ولعبوا "Tetris" بعد الحادث كان لديهم 62% أقل من الذكريات المزعجة خلال الأسبوع الأول مقارنةً بالمجموعة الضابطة.
وحديثاً أظهرت دراسة نُشرت في BMC Medicine أن لعب "Tetris" يمكن أن يكون فعالاً في مساعدة العاملين بمجال الرعاية الصحية الذين تعرضوا للصدمة خلال جائحة COVID-19، حيث أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في الذكريات المؤلمة.
بينما لا تزال الأسباب الدقيقة لتأثير "Tetris" على الصدمة قيد البحث إلا أنه يعتقد العلماء أن اللعبة قد تساعد في تشتيت الانتباه عن الذكريات المزعجة، حيث يمكن أن تساعد الدماغ في التنافس مع الذكريات غير المرغوبة، ما يؤدي إلى تخفيف الأعراض.
لعبة"Tetris" تساعد على تشتيت الانتباه
على الرغم من وجود أبحاث تدعم فعالية "Tetris" إلا أن استخدام الألعاب كعلاج لا يزال في مراحل البحث، لا يوصي الخبراء بتعويض خيارات العلاج التقليدية بجلسات لعب، كما تحذر من الاعتماد على الألعاب كوسيلة للهروب، حيث يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية على عملية التعافي.
يوصي الخبراء بضرورة معالجة التجارب الصادمة بشكل مباشر مع دعم من الأصدقاء أو المتخصصين، وإذا كنت تعاني من استرجاعات ذهنية أو تغييرات مزاجية، يُفضل استشارة مختص للحصول على الدعم المناسب.