مضادات الالتهاب نظام علاجي جديد للاكتئاب.. دراسة واعدة

الالتهاب هو آلية دفاع الجسم ضد أي أجسام غريبة تدخل، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو سموم أخرى، لكن إذا لم تستطع المناعة الاستجابة لمثل هذه التهديدات فإنها تسبب مشكلات صحية، حيث يرتبط الالتهاب بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز الهضمي والأمراض العصبية والاضطرابات النفسية.

مضادات الالتهابأظهرت الأبحاث وجود علاقة بين الالتهاب والاكتئاب

ما العلاقة بين الالتهاب والاكتئاب؟

نشر الطبيب النفسي البريطاني إدوارد بولمور كتاباً في 2019 بعنوان: "The Inflamed Mind"، حيث أشار إلى أن الاكتئاب والأمراض العقلية ناتجة عن تنشيط الأنظمة المناعية، إذ يؤدي الالتهاب إلى تغييرات في حاجز الدم في الدماغ، الذي يفصل الدماغ عن الدورة الدموية الطرفية.

عندما يصبح هذا الحاجز أكثر مسامية، يسمح بدخول البروتينات المؤيدة للالتهابات، وتعبر البروتينات المسماة الستوكينات حاجز الدم في الدماغ أثناء الالتهاب، ما يؤدي إلى تغييرات تسبب الاكتئاب.

أظهرت الأبحاث وجود علاقة بين الالتهاب والاكتئاب، عندما رصدت تجارب على الحيوانات زيادة البروتينات الالتهابية نتيجة الإجهاد المتكرر، وعندما تم تثبيط هذه البروتينات، انخفضت السلوكيات المشابهة للاكتئاب.

أكثر من 9000 دراسة تناولت دور الجهاز المناعي في الاكتئاب، حيث درس الباحثون إمكانية استخدام العقاقير المضادة للالتهاب، سواء بمفردها أو مع مضادات الاكتئاب التقليدية، لعلاج الاكتئاب.

نتيجة لذلك، استخدم الباحثون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في تجارب صغيرة على مرضى يعانون من التهاب المفاصل والاكتئاب، حيث أظهروا تحسناً في الأعراض، كما تم استخدام عقاقير الستاتين مع مضادات الاكتئاب في تجربة أخرى على مرضى يعانون من الاكتئاب المعتدل، ولاحظوا انخفاضاً في الأعراض بعد 6 أسابيع، وفقاً لموقع Psychology Toda.

مضادات الالتهابتأثير عقار إنفليكسيماب على مرضى الاكتئاب

تأثير مضادات الالتهاب على انخفاض الدافع

تشير الأدلة إلى أن الالتهاب قد يكون سبباً في انخفاض الدافع لدى مرضى الاكتئاب، حيث يثبط النشاط في دوائر الدماغ الرئيسية، لذلك، بحثت دراسة حديثة تأثير عقار إنفليكسيماب، وهو مضاد وحيد النسيلة يعوق مادة "عامل نخر الورم نوع ألفا" في الدماغ، على 42 مريضاً بالاكتئاب المستقر طبياً من دون استخدام أدوية أخرى.

انقسم الباحثون إلى مجموعتين إحداها تناولت جرعة واحدة من إنفليكسيماب، والثانية حصلت على دواء وهمي لمدة أسبوعين، ثم راقب الباحثون التغيير في دوافع المرضى عن طريق مهمة اتخاذ القرار القائمة على الجهد، واستبيانات، والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمراقبة نشاط الدماغ.

وأظهرت النتائج التي نُشرت في مجلة "Springer Nature" أن المرضى الذين تلقوا إنفليكسيماب كان لديهم استعداداً أكبر لبذل الجهد في السعي وراء المكافآت.

وبالتالي مع استكشاف المزيد من الأبحاث لدور الالتهاب في تطور الاكتئاب، يمكن أن يظهر خيارات عديدة لعلاج الأمراض المقاومة، وربما يمثل طريقة جديدة لتطوير أنظمة علاجية لبعض المرضى.