يعد سرطان الحلق تحدياً صحياً خطيراً، حيث يصبح الألم رفيقاً دائماً للمرضى ويؤثر على قدرتهم على التنفس والبلع والتحدث، ولكن وسط هذا القلق والضيق يجب التركيز على رحلة التعافي؛ لذا نرصد في هذا التقرير كل ما تريد معرفته حول المرض.
ينتج سرطان الحلق عن تطور خلايا سرطانية في أنسجة الحلق التي تشمل البلعوم وهو الجزء الموجود خلف الأنف والفم، والحنجرة التي يطلق عليها "صندوق الصوت".
ولأن الحلق يلعب دوراً في التنفس والبلع والتحدث، فإن حدوث أي تشوهات أو نمو سرطاني بالمنطقة يؤدي إلى سرطان الحلق الذي يهدد الحياة ويكون بحاجة إلى تدخل طبي فوري، حيث يساهم الاكتشاف المبكر في تحسين فرص العلاج الناجح والبقاء على قيد الحياة.
الأحبال الصوتية أول جزء يتأثر بسرطان الحلق، كما أنه يضع بصمته على البلعوم والحنجرة أيضاً، ويمكنه الانتقال إلى أجزاء أخرى من الحلق.
ويعتبر التدخين وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والتهيج المزمن في الحلق من العوامل التي تساهم في خطر الإصابة بسرطان الحلق، وذلك وفق ما ذكره موقع India.com.
قد تتماثل علامات سرطان الحلق مع مشكلات صحية أخرى؛ لذا الطبيب وحده يمكنه معرفة أصل المشكلة ويفرق بينها، ومن بين الأعراض التي تشير إلى سرطان الحلق:
المعاناة من عدم راحة مستمرة والإحساس وكأن شيئاً عالقاً بالحلق، إضافة إلى ظهور صعوبة في البلع وألم في الحلق، فكل ذلك يشير إلى سرطان الحلق ويحدد الطبيب حقيقة الأمر.
يعتبر السعال من الأعراض التي تظهر عند الإصابة بمشكلات صحية متعددة، لكن لا يجب تجاهل السعال المستمر خاصة إذا كان مصحوباً ببلغم مختلط بالدم، فإنه مؤشر مبكر على سرطان الحلق.
إذا لاحظت ظهور بحة بمرور الوقت أو تغير الصوت، فقد يكون مؤشراً على الإصابة بسرطان الحلق، وإذا لم تختفِ البحة بعد أسبوعين، فيجب الذهاب إلى الطبيب.
هناك علاقة بين سرطان الحلق وآلام الأذنين، فإذا لم يعان الشخص من عدوى لكن يشعر بآلام في الأذنين فهذا يشير إلى مشكلات صحية أخرى خفية من بينها سرطان الحنجرة.
ظهور تورم أو كتلة في الرقبة أو الحلق أو الفم، يعد من أعراض سرطان الحلق لكن الطبيب يحدد الحالة الصحية.
مثل أنواع السرطانات الأخرى، يحتاج المريض إلى الكشف المبكر عن المرض؛ بهدف توفير خيارات علاجية أكثر فاعلية واستجابة أسرع للعلاج، ما يزيد من فرص تحقيق نتائج ناجحة والبقاء على قيد الحياة.
كما أن الفحوصات المنتظمة للأشخاص الذين يتعرضون للعوامل التي سبق التحدث عنها التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الحلق تساعد في كشف المرض خلال مراحله المبكرة.
إذا شك الطبيب في إصابتك بسرطان الحلق، فهناك عدة فحوصات قد يطلبها لتأكيد التشخيص ومنها:
1-الحصول على عينة من أنسجة الحلق عن طريق الجراحة أو الإبر الدقيقة أو المنظار الداخلي المزود بكاميرا، حيث يتم إنزاله في الحلق من خلال الأنف أو الفم، بهدف الفحص المجهري للبحث عن خلايا سرطانية.
2- هناك 3 أنواع من اختبارات التصوير التي تساعد في العثور على أورام الحلق من بينها التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وهو اختبار يصور الأعضاء والأنسجة أثناء العمل، من خلال استخدام مادة كيميائية مشعة آمنة قابلة للحقن تسمى المتتبع الإشعاعي، وجهاز يسمى الماسح الضوئي PET، وذلك وفق ما ذكره موقع "Cleveland Clinic".
خلال المرحلة الأولى والثانية من الإصابة بالمرض، تكون السرطانات أصغر في الحجم وتظل في منطقة واحدة، أما بالمرحلة الثالثة قد ينتقل إلى العقد اللمفية وأجزاء أخرى من الحلق، وبالنسبة للمرحلة الرابعة، ينتقل الورم إلى الرأس أو الرقبة أو الصدر.
تعد الوراثة من ضمن عوامل الخطر التي لا يمكن السيطرة عليها، لكن اعتماد نمط حياة صحي قد يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الحلق بشكل كبير.
كما أن تجنب التدخين والحصول على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وممارسة الجنس الآمن يمكنه تقليل المخاطر.
وبهذا فإن التركيز على علامات سرطان الحلق وعدم تجاهل المشكلة من خلال طلب الرعاية السريعة واتخاذ خطوة الكشف المبكر يحسن من النتائج؛ كما يجب اعتماد أسلوب حياة صحي وإجراء فحوصات منتظمة خاصة إذا كان هذا النوع من السرطان وراثي في عائلتك.