التقزم عند الأطفال نتيجة سوء التغذية أزمة خفية بحاجة إلى مكافحة الجوع بكافة الدول خلال السبع سنوات المقبلة، حيث سيعاني جيل كامل من آثار الجوع المتتالي، وهناك توقعات من منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية غير الحكومية حول عدد حالات التقزم بين عامي 2023 و2030.
وتشير التوقعات إلى وجود 86 مليون حالة تقزم بين الأطفال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا تليها جنوب آسيا بـ67 مليون حالة، أما شرق آسيا والمحيط الهادي فمن المتوقع أن تشهد 22 مليون حالة تقزم وتستعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لـ9.6 مليون حالة، إضافة إلى 6.7 مليون حالة في أمريكا اللاتينية والوسطى، بحسب ما ذكره موقع ReliefWeb.
يكشف لك موقع "صحة" كل التفاصيل عن التقزم والأعراض وآثار المشكلة على الأطفال.
التقزم حالة يتعرض فيها الطفل لإعاقة مزمنة في النمو الجسدي نتيجة سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية لفترة طويلة خلال ألف يوم بدءاً من الحمل وحتى عمر سنتان، حيث تلاحظ الأم انخفاضاً في طوله مقارنة بأقرانه.
يحدث التقزم نتيجة سوء التغذية والالتهابات المتكررة وعدم قدرة الأطفال على تناول الأطعمة المغذية وانخفاض حصولهم على الرعاية اللازمة ما ينعكس على النمو الكامل لأجسادهم.
وإذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية، ففي الغالب يولد الطفل بوزن أقل من الطبيعي ما يزيد من خطر الإصابة بالتقزم خاصة عند عدم الحصول على الرعاية المناسبة والمغذيات الأساسية فقد يتوقف عن النمو، بحسب ما ذكره موقع Concern Worldwide.
يلاحظ الوالدان آثاراً متعددة للتقزم عند الاستمرار في عدم الحصول على الطعام المغذي أو الإصابة بالجوع وسوء التغذية ومن بينها:
يتسبب التقزم في جعل القدرات المعرفية والجسدية للأطفال محدودة، وهذا يستمر خلال فترة البلوغ ما يؤثر على إنتاجيتهم من خلال صعوبة التعلم وتحقيق إنجازات في الحياة والعمل.
الأطفال الذين يعانون من التقزم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة من القلب والسكري مع التقدم في العمر، وفق ما ذكره موقع Hermina Hospitals.
إصابة الأطفال الذين يعانون من التقزم بالأمراض يجعلهم عُرضة لخطر الوفاة نتيجة ضعف الجهاز المناعي وضعف وظيفة الأعضاء والدماغ.
تعاني البلدان النامية من نقص الأبحاث التجريبية حول تأثير منتجات الألبان على نمو الأطفال، كما لم تُظهر أي دراسة سابقة، على المستوى العالمي، دور استهلاك الألبان في خفض معدلات التقزم؛ لذا قرر الباحثون التركيز على العلاقة بينهما وتقديم أدلة دامغة حول أهمية منتجات الألبان للأطفال في مرحلة الطفولة.
ضمت الدراسة 91 دولة، ووجد الباحثون أن زيادة استهلاك الحليب للفرد بنسبة 10% تنبئ بانخفاض معدل انتشار التقزم بنسبة 0.7 نقطة مئوية؛ ولهذا يرى ديريك هيدي، زميل باحث أول في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن العلاقة بين استهلاك الحليب والحد من التقزم قوية، داعياً إلى ضرورة استثمار الدول في منتجات الألبان لمكافحة المشكلة الصحية.
وقال باحثون إن حليب البقر مكمل لحليب الأم وليس بديلاً له، فيجب التشجيع على الرضاعة الطبيعية في أول 5 أشهر بعد ولادة الطفل، ثم مزج الرضاعة الطبيعية مع التغذية التكميلية بدءاً من 6 أشهر فيما فوق.
يحتاج الآباء إلى وضع خطة لضبط تغذية الأطفال، لكن تبدأ الوقاية من خلال رعاية الحوامل قبل وأثناء الحمل حتى الولادة والرضاعة الطبيعية خلال الـ6 أشهر الأولى من خلال تناول مكملات الفيتامينات باستشارة الطبيب؛ لأن النظام الغذائي قد لا يكون كافياً لتلبية الاحتياجات الغذائية للحامل.
ويعد حليب "اللبأ" الذي ينتجه الثدي في أواخر الحمل حتى الولادة مهم للأطفال لاحتوائه على عناصر غذائية ثمينة، إضافة إلى الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى عمر عامان.
كما أن فيتامين أ، واليود، والحديد من المواد الضرورية التي يمكن الحصول عليها من المأكولات البحرية والخضروات وفول الصويا، حيث تلعب دوراً كبيراً في مكافحة بطء نمو دماغ الأطفال وتضخم الغدة الدرقية.
ويُعد نقص الزنك مشكلة تسبب فقدان الشهية ما يؤدي لسوء التغذية؛ لذا يمكن للأطفال الحصول عليه من تناول اللحوم الحمراء والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية.
ويعزز فيتامين د امتصاص الكالسيوم ويقوي العظام ويساعد على النمو الجيد، لذا يمكن الحصول على العنصرين من الكبد الحيواني والبيض وسمك السلمون.