يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول من الحاجة إلى مراقبة دقيقة لمستويات الجلوكوز في الدم وحقن الإنسولين عدة مرات يومياً لتفادي المضاعفات الصحية، الآن طور الباحثون "الإنسولين الذكي" الذي قد يسمح بإدارة مستويات السكر في الدم بجرعة واحدة أسبوعياً فقط.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة مدى إمكانية أن يكون الإنسولين الذكي حلاً ثوريًا للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، نقلاً عن موقع Medical News Today.
في السكري 1 لا ينتج الجسم الإنسولين الكافي
داء السكري من النوع الأول يحدث عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الإنسولين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، وعلى الرغم من أن هذه الحالة أقل شيوعاً من داء السكري من النوع الثاني، الذي يؤثر على حوالي 462 مليون شخص عالمياً، بينما يعيش أكثر من 8 ملايين شخص مع داء السكري من النوع الأول، الأسباب الدقيقة غير معروفة لكن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً في الإصابة.
تتضمن التحديات الرئيسية في إدارة داء السكري من النوع الأول الحفاظ على مستويات الجلوكوز في نطاق صحي، قد يؤدي نقص السكر في الدم إلى فقدان الوعي وحتى الموت، بينما الارتفاع المزمن في مستويات السكر يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية متعددة مثل اعتلال الشبكية، اعتلال الأعصاب، مشاكل التئام الجروح، وأمراض القلب والكلى.
أجهزة مراقبة الجلوكوز تسهل إدارة السكر في الدم
تساعد التقنيات الحديثة مثل أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة ومضخات الإنسولين في تسهيل إدارة السكر في الدم، تُركب أجهزة مراقبة الجلوكوز تحت الجلد وتكون متصلة بالهواتف الذكية أو مضخات الإنسولين، ما يتجنب الحاجة لاختبارات إبرة الأصابع المتكررة، أما مضخات الإنسولين فتقوم بإيصال الإنسولين سريع المفعول عبر أنبوب رفيع، ما يوفر بديلاً للحقن المتكرر.
الإنسولين الذكي ينشط عند ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم
الإنسولين الذكي أو "الإنسولين المستجيب للجلوكوز" يمثل أحدث ما توصلت إليه الأبحاث، يتميز الإنسولين الذكي بإمكانية إعطائه مرة واحدة يومياً، حيث يظل غير نشط حتى ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم عندئذٍ يستجيب الإنسولين بسرعة لتقليل مستوى الجلوكوز قبل العودة إلى حالته غير النشطة.
تشمل الأنواع الجديدة قيد التطوير:
- الإنسولين سريع المفعول: يتم امتصاصه بسرعة لتقليل مستويات الجلوكوز في الدم خلال 4-7 دقائق.
- الحقن الأسبوعي: مثل الإنسولين icodec من نوفو نورديسك، الذي يُحقن مرة أسبوعياً، وقد أظهر نتائج واعدة في التجارب الأولية.
- الإنسولين الفموي: كبسولات تنتقل عبر الجهاز الهضمي إلى الكبد حيث تطلق الإنسولين استجابةً لارتفاع مستويات الجلوكوز.
- الكبسولات الذكية: كبسولات يمكن حقنها أسبوعياً، تطلق الإنسولين تدريجياً استجابةً لمستويات الجلوكوز العالية.
رغم التقدم إلا أنه قد يستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح متاحاً للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، حيث لا تزال الأبحاث في مراحل مبكرة، والتوقيت الدقيق لتوافر هذه العلاجات لا يمكن تحديده بدقة.
يبشر الإنسولين الذكي بإمكانية تغيير طريقة إدارة السكري من النوع الأول، لكنه ما زال في مراحل التطوير، فيما تتطلع الأبحاث إلى تحقيق تقدم ملموس في توفير خيارات علاجية أكثر فعالية وراحة للأشخاص المصابين بهذا النوع من السكري.