أدوية السكري.. هل تساعد على علاج أعراض مرض باركنسون؟
يحاول الأطباء والعلماء اكتشاف أدوية تساعد على علاج الأمراض العصبية، خاصةً مرض باركنسون، باعتباره واحداً من الأمراض المعقدة، حيث تبين مؤخراً أن أحد أدوية مرض السكري يساعد على إبطاء تطورات مرض باركنسون.
أظهرت دراسة فرنسية -نُشرت في "The New England Journal of Medicine"- أن دواءً يستخدم لعلاج مرض السكري، حقق نتائجاً واعدة، حيث تبين أنه لديه القدرة على إبطاء تطورات المشكلات الحركية المرتبطة بمرض باركنسون، حسب "Medicalxpress".
يعد مرض باركنسون من الاضطرابات التي تُحدث خللاً في الجهاز العصبي، حيث تتمثل أعراضه في الرعشة وخلل في الحركة، وضعف الكلام، ومشاكل في التوازن، والتي تتدهور بمرور الوقت، خاصةً مع عدم وجود علاج محدد حتى الآن لتلك الحالة التي تصيب نحو 10 ملايين شخص حول العالم.
بالرغم من أنه لا يوجد علاج محدد لمرض باركنسون، فإن الباحثين حاولوا اكتشاف فئة من الأدوية، تحاكي هرمون الأمعاء، وتُستخدم عادةً لعلاج مرض السكري والسمنة، حيث تتمتع بقدرة على حماية الخلايا العصبية، لذا وجدوا أنها ستكون خياراً مثالياً لإبطاء الأعراض الخطيرة لمرض باركنسون.
وأُجريت الدراسة على 156 مريضاً فرنسياً تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاماً، ويعانون من مرض باركنسون في مرحلة مبكرة من جميع أنحاء فرنسا، ثم تم اختيار أحد أدوية مرض السكري، لاستكشاف مدى فاعليتها، وبعد عام واحد من المتابعة، لم تشهد المجموعة التي تلقت العلاج، والذي يُعطى على شكل حقنة، أي تفاقم في أعراض الحركة، وبالتالي يعد هذا الدواء خياراً واعداً، لمن يعانون من مرض باركنسون، ويشعرون بالخوف من تطور الأعراض بشكل سريع.
وفي هذا الإطار، قال د. "أوليفييه راسكول"، وهو طبيب أعصاب في جامعة تولوز -في تصريح لوكالة "AFP"- إن تأثير عقار السكري على مرض باركنسون -وفقاً للدراسة- كان "متواضعاً"، ولم يتم ملاحظته، إلا عند تقييمه من قبل متخصصين، طبقوا مهاماً مختلفة على مرضى باركنسون مثل المشي والوقوف وتحريك اليدين، وغيرها من الأنشطة التي يصعب على من يعانون من مرض باركنسون القيام بها.
وأوضح أن النتائج في البداية تبدو متواضعة، بسبب تفاقم مرض باركنسون، ومع سنة أخرى من المتابعة، قد تصبح الاختلافات أكثر وضوحاً، مشيراً إلى أنها تعد المرة الأولى التي يحصلون فيها على نتائج واضحة، فيما يتعلق بتطور أعراض مرض باركنسون.
ظهرت بعض الآثار الجانبية لدواء السكري على المصابين بمرض باركنسون خلال الدراسة، تتضمن الغثيان والقيء والارتجاع، في حين عانى عدداً قليلاً من المرضى من فقدان الوزن.
تختلف تجربة التعايش مع مرض باركنسون من شخص لآخر، ولكن هناك الكثير من المشكلات والتحديات التي يتشاركها العديد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة، لذا يمكن تطبيق بعض النصائح الفعالة -حسب "NHS"- للتعايش مع المرض، تتضمن:
الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام مثل الرياضات الجماعية وركوب الدراجات والجري، من أفضل العادات الصحية التي تساعد على التعايش مع مرض باركنسون، خاصةً أنها تساعد على تخفيف تصلب العضلات وتحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر، وإذا كانت الأعراض متقدمة، يمكن تجربة أنشطة أقل جهداً مثل المشي، أو تمارين التمدد.
تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية، من الخيارات المثالية أيضاً التي تساعد على إدارة مرض باركنسون.
تساعد بعض أدوية مرض باركنسون على علاج الأعراض التي تظهر بوضوح بعد فترة من الإصابة، لذا احرص على عدم تفويت الجرعات.