دائماً ما نتحدث عن زيادة النوبات القلبية في الشتاء نتيجة الشعور بالبرودة، لكن مرضى القلب بحاجة إلى الحذر من درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة في الصيف أيضاً؛ فعندما ترتفع درجات الحرارة يعمل الجسم بجهد أكبر للحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية، ما يزيد من معدل الأيض الأساسي والسعرات الحرارية التي يحرقها أثناء القيام بأبسط المهام.
ورغم أن الأصحاء يمكنهم التكيف مع الحرارة المرتفعة، لكن الذين يعانون من حالات مرضية كامنة يجب عليهم ملاحظة ضغط الدم، فالحرارة المرتفعة تزيد تدفق الدم إلى الجلد ليفقد الجسم بعض الحرارة ويبرد، ما يؤدي إلى ارتفاع النبض وزيادة كمية الدم للضعف في الدقيقة ما يرفع من ضغط الدم، وإذا لم يتم السيطرة على هذه الحالة تزيد سماكة جدران الأوعية الدموية ثم تنسد وتحدث نوبة قلبية.
تحاول التجربة الكشف عن تأثير ارتفاع درجات الحرارة إلى 3 درجات فهرنهايت، وما يمكن أن تسببه من نقص التروية ونوبات قلبية محتملة، حيث شارك 20 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة أعمارهم بين 18 و40 عاماً، و21 من كبار السن الأصحاء أعمارهم بين 60 و80 عاماً، إضافةً إلى 20 مشاركاً أعمارهم بين 60 و80 عاماً يعانون من مرض الشريان التاجي.
الحرارة الشديدة تسبب نقص التروية
وخلال الدراسة، تعرض المشاركون إلى درجات حرارة أعلى تدريجياً في أوقات الراحة زادت بمقدار 0.5 درجة، ودرجة واحدة، ثم 1.5 درجة مئوية، كما راقبوا كيفية تدفق الدم عبر القلوب من خلال التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
وكانت الحرارة التي رفعوها تعادل درجة الحرارة خارج المكان التي تصل بين 38-47 درجة مئوية، والرطوبة تتراوح بين 10% إلى 60%.
واستمرت التجربة حوالي ساعة و40 دقيقة، وخلالها لم يتمكن أحد من شرب الماء كما أن مرضى القلب لم يتناولوا أدويتهم كحاصرات بيتا.
وأوضحت إيريكا سباتز، طبيبة القلب وعالمة الأوبئة في جامعة ييل، لموقع " STAT" أن ثلث كبار السن المصابين بـأمراض القلب عانوا من نقص التروية بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما تسبب التعرض للحرارة أثناء الراحة في زيادة الجهد الذي يعمل به قلب المشاركين سواء الأصحاء أو المرضى.
لاحظ الباحثون زيادة تدفق الدم للنصف في عضلة القلب عندما ارتفعت الحرارة بمقدار 0.5 درجة مئوية، وقال دانييل غانيون، معهد مونتريال للقلب، إن النتيجة كانت صادمة حيث تسببت الزيادة الطفيفة بالحرارة في زيادة تدفق الدم للقلب.
رجل يعاني من مرض الشريان التاجي
كما كشفت النتائج عن ارتفاع تدفق الدم بمقدار الضعف في الأصغر سناً والأكثر صحة مقارنة بالمشاركين الأكبر سناً والأقل صحة، وعاني 7 من أصل 20 من كبار السن من انسداد في تدفق الدم.
وكلما ارتفعت درجة الحرارة، عانت قلوب المصابين بمرض الشريان التاجي من ضعف القدرة على فتح الأوعية الدموية للسماح لمزيد من الدم الذي يحمل الأكسجين لمواصلة العمل، ولم تكن الزيادة في تدفق الدم بعضلة القلب متناسبة مع مقدار العمل الذي يقوم به القلب أثناء التجربة، والأمر أشبه بإنفاق الطاقة أكثر مما يجلبه هذا الإنفاق.
والخطر الذي يتعرض له المرضى لا يحدث فوراً، بل إذا كانت هناك موجة حارة لمدة يومين أو 3 أيام، وإذا عانى الشخص من نقص تروية عضلة القلب لعدة ساعات أو أيام، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى مشكلة كـ النوبة القلبية.