في الوقت الذي يعيش فيه البعض حياة مستقرة من خلال تناول طعام صحي والحصول على الأدوية اللازمة والسكن في بيت آمن، فأكثر من 7 ملايين شخص بجنوب السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بخلاف إصابة أعداد كبيرة منهم بالسل وفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
يعيش المرضى في السودان حيرة كبيرة؛ حيث لا يحصلون على الطعام الكافي وفي الوقت ذاته يجب عليهم تناول الأدوية الخاصة بالسل والإيدز التي من المفترض عدم الحصول عليها على معدة فارغة؛ لأنها تسبب آلام مُبرحة إذا تناولوها دون طعام.
مقاطعة لير بجنوب السودان من أكثر الأماكن المُعرضة للفيضانات وانعدام الأمن، كما أن سكانها عزفوا عن زراعة الأراضي خوفاً من فقدانها بسبب الفيضانات، لكن الاعتماد على المواد الغذائية بالأسواق أصبح صعباً نتيجة التضخم وصعوبة شرائها ولا يحصلون على الدعم الكافي.
كما أدى نزوح السكان من السودان بسبب الحرب إلى ضغوطات على الإمدادات الغذائية بالمنطقة حيث استقر أكثر من 60 ألف شخص من اللاجئين في ولاية الوحدة بجنوب السودان.
انعدام الغذاء في السودان
ويعيش سكان جنوب السودان الآن في حلقة مُفرغة بين عدم القدرة على الالتزام بعلاج السُل ونقص المناعة البشرية أو تناوله على معدة فارغة دون تناول الطعام.
جيمس هو رجل يبلغ من العمر 60 عاماً ذو جسد هزيل حاملاً عصا يتكئ عليها، تحدث إلى منظمة "أطباء بلا حدود" وكشف عن مرضه بالسل وفيروس نقص المناعة البشرية منذ 3 أشهر.
وقال: "ليس لدي مدخرات ولا أستطيع العمل وكل ما أجده حولي هو جذور نباتات للأكل لكنها ليست كافية"، وقرر جيمس تقليل الجرعة الدوائية لتناسب كمية الطعام التي يتناولها رغم علمه أن تصرفه ليس جيداً لصحته.
وأشار إلى أن أخذ الدواء دون تناول الطعام الكافي يتسبب في الشعور بـالدوار والرعشة وآلام شديدة في المعدة، حسب موقع Doctors Without Borders.
التوقف عن تناول الأدوية طور مقاومة الميكروبات
من جانبه، كشف قائد الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في لير، دانييل ميكونين، أن مجموعة مكونة من 600 مريض بالسُل ونقص المناعة البشرية أغلبهم غير قادرين على متابعة العلاج بشكل صحيح بسبب نقص الغذاء، والبعض قرر إما تقليل الجرعة أو وقف الدواء تماماً، ما أدى إلى زيادة شدة المرض وآخرون طوروا مقاومة ضد الميكروبات، وإذا لم يتم دعم السكان بالطعام لن ينجح برنامج المنظمة في العلاج.