تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأشخاص المصابين بـ الخرف قد زاد بنسبة 117% بين عامي 1990 و2016، حيث وصل إلى أكثر من 57 مليون شخص، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 150 مليوناً بحلول عام 2050، ويُعتبر العمر والوراثة من أبرز العوامل غير القابلة للتحكم التي تساهم في زيادة هذا العدد رغم أنه يمكن تقليل بعض المخاطر من خلال نمط حياة صحي.المصابين بـ الخرف
أظهرت الأبحاث أن العدوى الفيروسية وخاصة تلك التي تؤثر على الجهاز العصبي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالخرف، وفي هذا السياق أظهرت دراسة لعلماء من Stanford Medicine في Nature أن لقاح "الحزام الناري" الذي يقي من فيروس جدري الماء عند تفعيله لاحقاً، قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20%.
استخدمت الدراسة سياسة صحية في ويلز، حيث تم تقديم لقاح الحزام الناري في 1 سبتمبر 2013 باستخدام نوع ضعيف من الفيروس، وتم إعطاء اللقاح لجميع الأشخاص الذين بلغوا 79 عاماً (المولودين في 1 سبتمبر 1933 أو بعده) بينما لم يكن مؤهلاً من وُلدوا قبل هذا التاريخ، مما أتاح للباحثين مقارنة مجموعتين عمريتين متطابقتين: واحدة تلقت اللقاح والأخرى لم تتلقه.
وقال باسكال جيلدتسيتر، الحاصل على دكتوراه في الطب من جامعة ستانفورد: "ما يجعل هذه الدراسة قوية هو أنها تُمثل تقريباً تجربة عشوائية مع مجموعة ضابطة مما يعزز مصداقية النتائج".
خلال فترة المتابعة التي استمرت 7 سنوات أظهرت البيانات أن من تلقوا اللقاح كانوا أقل عرضة للإصابة بـ الهربس العصبي بنسبة 37.2% مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاح، كما تم تشخيص 35,307 شخصاً بخرف جديد خلال هذه الفترة، وكان الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أقل عرضة لتشخيص الخرف بنسبة 3.5% مما يعادل تقليلاً بنسبة 20%.
تبين أن تأثير اللقاح على خطر الخرف كان أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، رغم أن اللقاح كان له تأثير مشابه في الوقاية من الهربس العصبي والألم العصبي بعده في كلا الجنسين، وفسر الباحثون هذا الفرق بأن النساء عموماً لديهن استجابة مناعية أقوى للقاحات مما قد يؤدي إلى تأثير وقائي أكبر.
يوصي CDC في الولايات المتحدة بتلقي لقاح الحزام الناري Shingrix للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ووفقاً للباحثين إذا تم التأكد من نتائج هذه الدراسة من خلال المزيد من الأبحاث، فقد يصبح لقاح "الحزام الناري" وسيلة فعالة من حيث التكلفة للوقاية من الخرف أو تأجيله.
من الملاحظ أن الدراسة الحالية استخدمت لقاحاً أقدم وكان اللقاح الحالي Shingrix أكثر فاعلية، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن الفرق بين اللقاحين قد يؤثر على النتائج وأنه من الضروري إجراء مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت الأنواع الحديثة من اللقاحات ستقدم نفس النتائج الوقائية ضد الخرف.اللقاح يقي من الإصابة بـ الخرف
الدراسة تقدم دليلاً قوياً على العلاقة بين لقاح "الحزام الناري" وتقليل خطر الخرف، لكن من الضروري إجراء تجارب عشوائية محكومة لتأكيد العلاقة السببية بشكل قاطع، كما أن اللقاح يظل وسيلة فعالة للوقاية من الهربس العصبي وهو سبب كافٍ لتلقيه بينما يبقى تأثيره على الخرف غير مؤكد تماماً.