ازدادت شعبية الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل حمية الكيتو في السنوات الأخيرة، لكن دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة تورنتو كشفت عن ارتباط هذه الأنظمة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ونُشرت الدراسة في Nature Microbiology، حيث ركزت على تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة على بكتيريا الأمعاء ودورها في تطور المرض.
الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون
ويُعد سرطان القولون والمستقيم أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً، وتشير البيانات الحديثة إلى ارتفاع معدل الإصابة به بين الشباب، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للمصابين يبلغ 64.4% ومع تزايد الأدلة التي تربط بين النظام الغذائي والمرض، ركزت الدراسة على تأثير 3 أنواع من البكتيريا: Bacteroides fragilis، وHelicobacter hepaticus، و(Escherichia coli E. coli).
وأوضح الباحثون أن هذه البكتيريا يمكن أن تلحق ضرراً بالحمض النووي إما بشكل مباشر من خلال إنتاج جينات سامة، أو بشكل غير مباشر من خلال تحفيز التهابات مزمنة تؤدي إلى تلف الخلايا.
وأجريت الدراسة على الفئران التي خضعت لأنظمة غذائية مختلفة، ووجد الباحثون أن الفئران التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وكانت مصابة ببكتيريا E. coli أظهرت زيادة كبيرة في نمو السلائل السرطانية، وأشار الباحثون إلى أن هذه البكتيريا موجودة في 60% من حالات سرطان القولون والمستقيم وأنها تنتج مادة colibactin التي تسبب تلف الحمض النووي.
كما أدى النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات إلى ترقق طبقة المخاط في القولون، مما سمح للبكتيريا بالوصول إلى الخلايا الظهارية وإحداث تلف جيني وهو ما يزيد من خطر تطور السرطان.
العلاقة بين الإشريكية القولونية والأنظمة منخفضة الكربوهيدرات
على الرغم من النتائج المثيرة للقلق، وجدت الدراسة أن إضافة الألياف إلى النظام الغذائي للفئران ساعد في تقليل تكوين الأورام والحد من الالتهابات، حيث وجدت الدراسة علاقة محتملة بين الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والإشريكية القولونية وسرطان القولون.