الراحة القصيرة تُنعش الذاكرة.. 10 دقائق تزيد إنتاجيتك في العمل

أظهرت دراسة حديثة أن أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل، حتى لو لم تتجاوز عشر دقائق، يمكن أن يساعد في تحسين الأداء العقلي وتثبيت الذاكرة طويلة المدى بشكل أفضل من الاستمرار في العمل دون توقف.

دراسة من جامعة هيريوت-وات

أجرت الباحثة ميكايلا ديوار من جامعة هيريوت-وات في إدنبرة دراسة نُشرت في مجلة Hippocampus حيث طُلب من 40 شابًا خوض تجربة في بيئة واقع افتراضي، بعد النشاط الأول حصل نصف المشاركين على استراحة قصيرة بينما واصل النصف الآخر المهام دون توقف، النتيجة كانت واضحة: المجموعة التي أخذت استراحة قصيرة كانت أكثر دقة بنسبة 10٪ في تذكر تفاصيل البيئة الافتراضية.

7 عادات سلبية تسبب شيخوخة الدماغ وتدهور الذاكرة أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل يساعد في تحسين الأداء العقلي

الدماغ لا يحتاج تحفيزًا مستمرًا

قالت "ديوار" في تصريحات لمجلة New Scientist إن الكثيرين يعتقدون أن الدماغ يشبه العضلة التي تحتاج إلى تحفيز دائم لكن الأبحاث تشير إلى العكس، ففترات الراحة القصيرة تمنح الدماغ وقتًا لمعالجة المعلومات وتثبيت الذكريات.

العلاقة بين النوم والذاكرة مُثبتة علميًا

لطالما عرف العلماء أن النوم يلعب دورًا مهمًا في تكوين الذاكرة، ففي دراسة نُشرت في مجلة Science عام 2014 وُجد أن الفئران التي حصلت على فترات نوم قصيرة بعد تعلم مهارة جديدة كوّنت عددًا أكبر من الروابط العصبية مما ساعدها على التعلم بشكل أسرع.

الراحة ليست ترفًا بل وسيلة للإنتاجية

تشير هذه النتائج إلى أن فترات التوقف القصيرة أثناء العمل ليست مضيعة للوقت بل وسيلة فعّالة لتعزيز التركيز والذاكرة والإنتاجية، فبدلًا من مواصلة العمل بلا توقف يمكن للاستراحة القصيرة أن تساعد الدماغ على استعادة نشاطه وتحسين أدائه المعرفي.

صحة الدماغ في بيئة العملالراحة ليست ترفًا بل وسيلة للإنتاجية

تراجع فترات الراحة في أماكن العمل

رغم هذه النتائج فإن الدراسات السابقة تُظهر أن عدد فترات الراحة في أماكن العمل في تناقص مستمر، ففي دراسة أُجريت عام 2013 تبين أن متوسط فترة الغداء لا تتجاوز 29 دقيقة فقط ما يشير إلى أن ثقافة العمل المتواصل قد تضر أكثر مما تنفع.

قالت ديوار: "ربما آن الأوان لإعادة التفكير في مفهوم الراحة ليس كرفاهية بل كضرورة علمية لتحسين الذاكرة والإنتاجية اليومية".