تقدّر منظمة الصحة العالمية أن نحو 4% من سكان العالم يعانون من اضطرابات القلق بما في ذلك اضطراب القلق العام (GAD)، وهو حالة نفسية تجعل المصاب في حالة مستمرة من القلق حيال تفاصيل الحياة اليومية مثل العمل أو الدراسة أو شؤون المنزل، وتشمل الأعراض الشائعة لهذه الحالة الأرق والإرهاق وصعوبة التركيز وتوتر العضلات وضيق التنفس.
رغم توفر علاجات معتمدة مثل العلاج النفسي والأدوية مثل مثبطات استرجاع السيروتونين SSRIs وSNRIs، إلا أن الدراسات تشير إلى أن ما يقرب من نصف المرضى لا يحصلون على تحسن كافٍ، كما أن الأدوية التقليدية غالباً ما تسبب آثاراً جانبية وتتطلب استخداماً يومياً.
في دراسة حديثة نشرت في مجلة JAMA، أظهرت نتائج المرحلة الثانية (2b) من التجارب السريرية لعقار جديد يعرف باسم MM120 ODT، وهو نسخة طبية من مادة LSD تطورها شركة MindMed.
عقار جديد يفتح باب الأمل
يقود الدراسة الطبيب النفسي ريد روبسون، الذي أوضح أن MM120 يعمل على زيادة الاتصال بين مناطق الدماغ غير المرتبطة عادةً ما يخلق حالة من "اللدونة العصبية" تسمح للدماغ بإعادة تنظيم نفسه بطريقة قد تساعد في علاج القلق والاكتئاب.
شملت التجربة 198 مشاركاً بمتوسط عمر 41 عاماً يعانون من اضطراب القلق العام بدرجات متوسطة إلى شديدة، تلقى المشاركون جرعات مختلفة من MM120 (25، 50، 100، 200 ميكروجرام) أو دواء وهمي.
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا جرعة 100 ميكروجرام حققوا انخفاضاً أكبر بمقدار 7.6 نقاط في مقياس هاملتون للقلق (HAM-A) بعد أربعة أسابيع مقارنة بالمجموعة الضابطة، كما وصلت نسبة الاستجابة السريرية إلى 65% ومعدلات التحسن استمرت حتى الأسبوع الثاني عشر.
إضافة إلى تحسن القلق، لاحظ الباحثون تحسناً في درجات مقياس شدة الاكتئاب (MADRS) ومقياس الانطباع السريري العام (CGI-S)، ما يدعم إمكانية استفادة المرضى الذين يعانون من القلق والاكتئاب معاً.
يقول "روبسون": "النتائج تشير إلى أن تأثير الجرعة حقيقي وليس مجرد تأثير نفسي إذ أظهرت الجرعات الأعلى (100 و200 ميكروجرام) نتائج ثابتة وسريعة منذ الأسبوع الأول".
أما غريغ فونزو، مدير مشارك لمركز أبحاث العلاج بالمواد المخدرة في جامعة تكساس، فأكد أن حجم الفائدة واستمرارها مثير للإعجاب خصوصاً بعد جرعة واحدة فقط لكنه شدد على ضرورة تكرار النتائج على عينات أكبر وأكثر تنوعاً.
تفسيرات العلماء
فيما عبّرت ستاسي دوماس، رئيسة قسم الطب النفسي في مركز هاكنساك ميريديان الطبي، عن حذرها، مشيرة إلى أن استخدام مادة معروفة بتأثيراتها النفسية القوية مثل LSD لعلاج القلق يتطلب معايير عالية من الأمان والرقابة الأخلاقية.
وأضافت أن الدراسة تمثل خطوة مثيرة لكنها لا تزال بحاجة إلى أبحاث أطول مدى للتأكد من سلامة العلاج وتحديد الفئات التي يمكن أن تستفيد منه بأمان.