أثارت إصابة نجم النادي الأهلي أحمد سيد "زيزو" قلق جماهير القلعة الحمراء بعد تأكيد التشخيص الطبي بأنه يعاني من شد من الدرجة الثانية في العضلة الضامة وهي إصابة شائعة بين لاعبي كرة القدم وتؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على الجري وتغيير الاتجاه أثناء المباريات.
هذه الإصابة قد تُبعد اللاعب عن المشاركة في لقاءات مهمة مثل مباراة القمة المقبلة أمام الزمالك، ما يسلّط الضوء على أهمية فهم طبيعة هذه الإصابة وأسبابها ومدة التعافي المتوقعة وفق الدراسات الطبية الحديثة.
الشد من الدرجة الثانية في العضلة الضامة يعني وجود تمزق جزئي في ألياف العضلة ويُرافقه ألم حاد عند الحركة أو المقاومة وتورم موضعي أحيانًا.
تصوير العضلات باستخدام السونار أو الرنين المغناطيسي يساعد في تحديد درجة الإصابة ومكانها بدقة فالتصوير يعطي معلومات حاسمة لتمييز الشد الجزئي عن التمزق الكامل وتوقع سير التعافي.
رجل مصاب بشد عضلي
تنتج إصابات الضامة غالبًا عن مزيج من حركة مفاجئة أو تغيير اتجاه سريع أثناء الجري أو الاحتكاك المباشر مع وجود عوامل مساهمة مثل الإجهاد المتكرر وضعف قوة العضلات ونقص الإحماء والتعب المتراكم.
كما تبرز الدراسات أن التاريخ السابق لإصابة الفخذ أو ضعف قوة العضلات الضامة للفخذ يمثلان عوامل خطر مهمة لتكرار الإصابات.
التشخيص يبدأ بالفحص السريري، حيث سيلاحظ الطبيب ظهور ألم عند الضغط على منطقة الضامة واختبار المقاومة، وللتأكيد وتحديد مدى التمزق يلجأ الأطباء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لرؤية شقوق سائلة أو علامات داخل البنية العضلية تشير إلى تمزق جزئي (الدرجة الثانية)، وهذه النتائج تُستخدم أيضًا لتصميم بروتوكول التأهيل بحسب ما ذكرته مجلة "Orthopaedic Journal of Sports Medicine".
أشعة على العضلة الضامة
العلاج يبدأ فوريًا بمبادئ الراحة وتطبيق الثلج وضغط موضعي، ثم ينتقل إلى برنامج تأهيلي تدريجي يركز على:
1-تخفيف الألم والالتهاب.
2-تمارين نطاق الحركة الخاضعة للألم.
3-تمارين تقوية إيقاعية "eccentric strengthening" للضامة والعضلات المحيطة.
4- تدريب التكامل الحركي والسرعة والتحمل قبل العودة للتدريبات الجماعية.
وأكدت البروتوكولات الحديثة أهمية المعايير القائمة على الاختبارات (absence of pain, restored strength, sport-specific drills) لاتخاذ قرار العودة للملعب.
الزمن المتوقع يختلف حسب الشدة وموقع الإصابة والتزام اللاعب بالتأهيل لكن أظهرت دراسات ميدانية أن الرياضيين المصابين بشد من درجات 0–2 بلا ألم عادوا بعد أسبوعين تقريبا، كما مارسوا التدريب الجماعي بعد 3 أسابيع.
لكن الحالات التي تتضمن تمزقات أعمق أو ضعفًا وظيفيًا قد تطيل المدة إلى عدة أسابيع أو أكثر، لذلك التقدير الواقعي لشد من الدرجة الثانية عادة يتراوح بين 2 إلى 6 أسابيع حسب الاستجابة للعلاج وحالات الانتكاس.
الأدلة القوية تدعم إدراج برامج تقوية مخصَّصة للضامة وتمارين إكسنتريك ضمن التدريب الروتيني للوقاية من مشاكل الفخذ.
وأظهرت تمارين مثل "Copenhagen adduction" فائدة في تقليل مشاكل الضامة لدى لاعبي الكرة، كما أن إدارة الحمل التدريبي والراحة المناسبة والإحماء الجيد يقلل جميعهم مخاطر الإصابة وتسرّع عودة اللاعب بعد الإصابة.