حتى لو كانا في نفس العمر.. لماذا تشيخ الأمهات أسرع من الآباء؟
لماذا تشيخ الأمهات أسرع من الآباء؟
على الرغم من كون الإنجاب أحد أعمق التجارب الإنسانية التي تحقق حلم الأمومة، إلا أنه يرتبط بمتطلبات بيولوجية وجسدية كبيرة تُسرّع من وتيرة الشيخوخة لدى الأمهات مقارنةً بالآباء، وتأتي هذه الظاهرة نتيجة لتداعيات متعددة، تشمل التغيرات الهرمونية الحادة خلال فترة الحمل وما بعدها، والإجهاد البدني الناتج عن متطلبات الرعاية، والضغوط النفسية المتراكمة على المدى الطويل.
وفي السطور التالية تقدم بوابة صحة تحليلاً شاملاً لأسباب تسارع الشيخوخة البيولوجية لدى الأمهات، مقارنةً بالرجال، مستندةً إلى أحدث الدراسات والأدلة العلمية.
لماذا تشيخ الأمهات أسرع من الآباء؟
أسباب تسارع الشيخوخة البيولوجية لدى الأمهات
الحمل وتقدم النساء في العمر
الحمل أحد أسباب تقدم الأمهات في السن أسرع من الآباء، لأن جسم المرأة خلال فترة الحمل، يمر بالعديد من التغيرات الهرمونية، مع زيادة كبيرة في الوزن وحجم الدم، كما أن بعض الباحثين في جامعة كولومبيا، اكتشفوا أن كل حمل للمرأة يضيف ما يقارب شهرين إلى 3 أشهر لعمرها البيولوجي، لذا فإن النساء اللاتي يحملن عدة مرات، يلاحظن تأثيرات واضحة على شيخوختهن البيولوجي، حسب صحيفة Times of India.
التغيرات الهرمونية وتسارع الشيخوخة
تُعد الهرمونات عاملاً رئيسياً في تسارع الشيخوخة، خاصة خلال الحمل، إذ تؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، ما يُساعد على نمو الجنين تدريجياً داخل الرحم، ولكن بعد الولادة، تنخفض هذه الهرمونات بسرعة كبيرة ليعود الجسم إلى طبيعته، وبالتالي، تؤدي هذه التقلبات الحادة إلى انقطاع الطمث في وقت مبكر، لتصبح المرأة أكثر عرضة للشيخوخة البيولوجية السريعة.
ويشير بعض أخصائيي التغذية الوظيفية وأطباء أمراض النساء إلى أن هذه التقلبات الهرمونية، وإن كانت طبيعية، إلا أنها تُسرع من عملية الشيخوخة لدى النساء مقارنة بالرجال، ما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة في وقت مبكر.
الحمل المتكرر والإجهاد المتراكم
تُمثل الولادة ضغطاً جسدياً شديداً على جسم الأم، حيث يعمل الجهاز القلبي الوعائي بجهد أكبر، وتتمدد المفاصل والأربطة، إضافةً إلى التغيرات الهيكلية لاستيعاب نمو الجنين، ويؤدي الحمل المتكرر والإجهاد المتراكم على الجسم إلى شيخوخة بيولوجية طويلة الأمد.
الحمل المتكرر والإجهاد المتراكم
الضغوط العاطفية والنفسية
تمر الأم بضغوط عاطفية ونفسية كبيرة قد تُسرع من حدوث الشيخوخة البيولوجية؛ إذ يؤدي التوتر المستمر إلى إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يُقصر التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية للحمض النووي التي تنظم شيخوخة الخلايا.
وتشير أبحاث كلية الطب بجامعة ييل إلى أن النساء اللاتي يُعانين من ضغوط شديدة تتعلق برعاية أبنائهن، تظهر عليهن علامات شيخوخة بيولوجية أسرع من الرجال الذين يؤدون أدوار رعاية مماثلة.
