أمل لمرضى الكلى.. تحاليل جديدة تمهد لعلاجات أكثر تخصيصا

أظهرت دراسة حديثة -نُشرت الدراسة في Journal of the American Society of Nephrology- أن النماذج التنبؤية التي تعتمد على مؤشرات حيوية جديدة لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن غير الخاضعين للغسيل الكلوي توفر دقة مماثلة للنماذج التي تعتمد على عوامل الخطر التقليدية، حيث تفتح النتائج الباب أمام إمكانات جديدة لفهم تطور المرض وتقديم علاجات أكثر تخصيصاً.

تفاصيل الدراسة ومجتمع البحث

قاد الدراسة الدكتور أنطوني أونوجا من جامعة سري في المملكة المتحدة، بمشاركة فريق بحثي شمل 2,884 مريضاً يعانون من الفشل الكلوي المزمن غير المعتمد على الغسيل الكلوي جُمعت بياناتهم من 16 مركزاً لأمراض الكلى في بريطانيا، وركز الباحثون على اختبار مؤشرات حيوية مرتبطة بآليات أساسية في تطور المرض بهدف توقع خطر الفشل الكلوي النهائي أو الوفاة لأي سبب أو مزيج من الاثنين معاً.

أدوية الستاتينات تعالج الفشل الكلويتفاصيل الدراسة ومجتمع البحث

دقة النماذج المعتمدة على المؤشرات الحيوية

أظهرت النتائج أن نموذجاً يعتمد على ثلاثة مؤشرات حيوية هي soluble tumor necrosis factor receptor 1 وsoluble cluster of differentiation 40 وurinary collagen type 1 α1 chain حقق أداءً جيدًا في التنبؤ بخطر الفشل الكلوي (مؤشر C-index بلغ 0.86)، ومع ذلك تفوق النموذج الذي اعتمد على عوامل الخطر التقليدية حيث بلغ مؤشره 0.90.

التنبؤ بالوفيات لجميع الأسباب

بالنسبة لخطر الوفاة لأي سبب، أظهر نموذج يعتمد على ثلاثة مؤشرات حيوية أخرى high-sensitivity cardiac troponin T وN-terminal pro-brain natriuretic peptide وsoluble urokinase plasminogen activator receptor أداءً مماثلًا للنموذج التقليدي إذ سجلا معاً مؤشر دقة (C-index) بلغ 0.80.

نتائج مركبة وتحسينات طفيفة

وعند الجمع بين الفشل الكلوي والوفاة كمخرج مركب حقق نموذج المؤشرات الحيوية دقة أعلى قليلًا (0.78) مقارنة بالنموذج التقليدي (0.77)، كما أظهر الدمج بين المؤشرات الحيوية وعوامل الخطر التقليدية تحسناً طفيفاً لكنه ذو دلالة إحصائية حيث ارتفع مؤشر الدقة إلى 0.80.

أسباب الفشل الكلويأسباب الفشل الكلوي

أهمية النتائج للتشخيص والعلاج

قال الدكتور أنطوني أونوجا في بيان صحفي: "النتيجة الأساسية هنا هي أننا نستطيع استخدام هذه المؤشرات الحيوية لفهم آليات تقدم المرض وهو ما قد يمهد الطريق لتطوير علاجات وأدوية أكثر تخصيصاً لمرضى الفشل الكلوي المزمن".

أبعاد مستقبلية للبحث

يشير الباحثون إلى أن إدخال المؤشرات الحيوية في النماذج التنبؤية لا يقتصر على تحسين الدقة الإحصائية فحسب بل يساهم أيضًا في فهم أعمق للمرض مما قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات علاجية فردية، ويعد هذا التوجه جزءاً من الجهود العالمية نحو "الطب الشخصي" الذي يهدف إلى تصميم العلاجات بناءً على الخصائص البيولوجية للمريض بدلاً من الاعتماد فقط على عوامل الخطر العامة.