أظهرت دراسة حديثة أن التطورات التكنولوجية ساعدت بشكل ملحوظ الأطفال والبالغين على تحسين قدرتهم في إدارة مرض السكري من النوع الأول، فقد ارتفعت نسبة الأطفال دون سن 18 عاماً الذين تمكنوا من الوصول إلى مستويات مثالية من التحكم في سكر الدم بنسبة 171% بين عامي 2009 و2023، من 7% إلى 19%، أما بين البالغين فقد ارتفعت النسبة بنسبة 33%، من 21% إلى 28%، وفقاً لنتائج نُشرت في JAMA Network Open.
يرجع هذا التحسن الكبير إلى الاعتماد الواسع على أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز والتطور الملحوظ في أجهزة توصيل الإنسولين بحسب الباحثين.
وأوضح الدكتور مايكل فانغ، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة بكلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور، أن تحسين السيطرة على الجلوكوز كان تحديًا لسنوات طويلة وأن هذه الطفرات في النتائج مثيرة ومبشرة.
دور التكنولوجيا في تحسين السيطرة على المرض
ورغم هذا التقدم ما يزال معظم المصابين بالسكري من النوع الأول لا يحققون تحكماً دائماً في مستويات السكر ويبلغ عدد المصابين بالمرض في الولايات المتحدة نحو مليوني شخص بينهم 304 آلاف طفل ومراهق وفقاً للجمعية الأمريكية للسكري.
ويعود المرض إلى خلل مناعي ذاتي يؤدي إلى تدمير الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، ما يضطر المرضى إلى الاعتماد على حقن الإنسولين للبقاء على قيد الحياة.
في الماضي كان على المرضى قياس مستويات السكر بوخز الأصابع عدة مرات يومياً، ثم حقن الإنسولين بعد الوجبات مع الاستعانة بأطعمة أو مشروبات سكرية لتفادي انخفاض مفاجئ في سكر الدم، أما اليوم فقد أحدثت أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز ومضخات الإنسولين ثورة في كيفية إدارة المرض، ما أتاح للمرضى الحفاظ على مستويات أكثر استقراراً على مدار اليوم.
اعتمد الباحثون على تحليل سجلات طبية لنحو 160 ألف بالغ و27 ألف طفل ومراهق مصابين بالسكري من النوع الأول بين عامي 2009 و2023.
وأظهرت النتائج أن استخدام التقنيات الحديثة ارتفع بشكل لافت:
زيادة أكثر من 20 ضعفاً في عدد الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون أجهزة المراقبة المستمرة من 4% إلى 82%.
زيادة أكثر من 10 أضعاف بين البالغين من 5% إلى 57%.
ارتفاع استخدام مضخات الإنسولين من 16% إلى 50% لدى الأطفال ومن 11% إلى 29% بين البالغين.
كما تبين أن نسبة كبيرة باتت تستخدم كلا الجهازين معاً، بنسبة 47% لدى الأطفال و22% لدى البالغين.
تفاوتات في الاستفادة من التكنولوجيا
أشارت الباحثة الدكتورة جونغ-إم شين، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن هذه النتائج تستحق الاحتفاء لكنها تذكّر في الوقت نفسه بأن الطريق ما يزال طويلاً لتحقيق سيطرة مثالية على المرض لجميع المرضى.
كما أظهرت البيانات وجود تفاوتات مرتبطة بالعِرق والتأمين الصحي حيث حقق الأطفال البيض نسب تحكم أفضل (21%) مقارنة بـ17% لدى الأطفال من أصول لاتينية و12% لدى الأطفال السود.
يعتزم الفريق البحثي الاستفادة من هذه السجلات لمتابعة مضاعفات شائعة لدى مرضى السكري من النوع الأول مثل أمراض القلب والفشل الكلوي بهدف تحسين الاستراتيجيات العلاجية مستقبلاً.