وصمة الجسد.. كيف يؤثر الوزن الزائد على الصحة النفسية للرجال؟

عندما يدور الحديث عن "وصمة الجسد" أو "الإيجابية الجسدية" يُفترض غالباً أن النساء هن المتضررات الأساسيات، غير أن دراسة جديدة تقلب هذا التصور رأساً على عقب، موضحة أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن ليسوا فقط أكثر حساسية تجاه مظهرهم الجسدي بل يتعرضون أيضاً للوصم المجتمعي بشكل لافت.

رجال تحت الضغط.. وصمة الوزن لا تستثني أحداً

يشير البحث الجديد الذي قادته ماري هيميلشتاين من جامعة كونيتيكت، إلى أن قضايا الصورة الجسدية والمظهر الخارجي عند الرجال لا تحظى بالاهتمام الكافي في الأوساط العلمية والمجتمعية.

يعاني كثيرون من الإحباط لـ صعوبة فقدان الوزنقضايا الصورة الجسدية والمظهر الخارجي عند الرجال لا تحظى بالاهتمام

وأضافت "هيميلشتاين": "غالباً ما يُفترض أن موضوعات فقدان الوزن وسوء صورة الجسد والحمية الغذائية تخص النساء أكثر، لكن الرجال لا يُستثنون من ذلك ويبدو أنهم يتأثرون بوصمة الوزن وقد يتبنون تحيزات سلبية ضد أنفسهم".

الوصمة النفسية تتحول إلى عبء صحي

حلل الباحثون بيانات 1750 رجلاً من جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكشفت النتائج أن الرجال الذين يشعرون بأنهم موصومون بسبب وزنهم الزائد كانوا أكثر عرضة لاتباع الحميات الغذائية كما أظهروا علامات اكتئاب واضحة.

ما يقارب نصف المشاركين أقروا بشعورهم بالقلق أو الانزعاج أو الاكتئاب نتيجة لأحكام المجتمع أو مشاعر داخلية سلبية متعلقة بأجسادهم، هذه النتائج تسلط الضوء على أن وصمة الوزن لدى الرجال ليست فقط أزمة نفسية بل تتعدى ذلك لتصبح خطراً صحياً.

صمت بحثي يضر الرجال

أوضح الفريق البحثي أن هناك تجاهلاً واضحاً في التركيز على مشكلات الرجال المتعلقة بالجسد، ففي حين خصصت مئات الدراسات لموضوعات تخص النساء لم تُمنح القضايا المماثلة عند الرجال ذات القدر من الاهتمام.

وقالت "هيميلشتاين": "تُظهر نتائجنا أن وصمة الوزن ليست مشكلة قائمة على النوع الاجتماعي، فهي تؤثر على صحة الرجال بطرق ضارة كما تؤثر على النساء، وتجاهل هذه المسائل لدى الرجال سواء في البحث أو العلاج قد يجعلهم في موقف أضعف من النساء".

الحل لـ فقدان الوزنوصمة الوزن تؤثر على صحة الرجال

العار الجسدي لا يتوقف عند الوزن

تتعرض فئة كبيرة من الرجال للسخرية الجسدية بسبب عوامل متعددة مثل الصلع أو كثافة شعر الجسد أو حتى وجود ما يُعرف بـ"صدر الرجل"، وعلى الرغم من الادعاءات الساخرة بأن "جسد الأب" (Dad Bod) أصبح رائجاً، فإن الواقع -لا سيما في عالم العلاقات والمواعدة- لا يزال يميل نحو النحافة واللياقة البدنية باعتبارهما الأفضل والأكثر جاذبية.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن ويتعرضون للوصمة لا يتأثرون فقط من الناحية النفسية بل قد تنعكس هذه الضغوط أيضاً على سلوكياتهم الصحية وحتى استجابتهم للعلاج مما يبرز ضرورة تسليط الضوء على هذه القضية في الأبحاث والممارسات الطبية المعاصرة.