دواء شهير للسرطان يزيد خصوبة المرأة.. نتائج واعدة لتأخير شيخوخة المبيض

مع تأخر سن الزواج وما يتبعه من التأخر في إنجاب الأطفال حتى بلوغ الثلاثينيات من العمر، والتي تشهد انخفاض الخصوبة لدى النساء، ما يعني أن النساء فوق سن 35 قد يجدن صعوبة أكبر في الحمل مقارنةً بمن هم أصغر سناً، حيث تُولد النساء بحوالي 2 مليون بويضة غير ناضجة في المبايض وعند بدء البلوغ تنضج واحدة أو أكثر من هذه البويضات كل شهر وتُطلق في عملية الإباضة.

ويكون لدى المرأة في العشرينيات من عمرها فرصة بنسبة 85% للحمل خلال عام واحد، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 66% عند بلوغها 35 عاماً، وإلى 44% عند بلوغها 40 عاماً، وترجع هذه التغيرات إلى تأثيرات الشيخوخة على المبايض والبويضات.

دواء للسرطان يزيد خصوبة النساءدواء للسرطان يزيد خصوبة النساء

دواء راباميسين وخصوبة النساء

وكشفت دراسة نشرها موقع "medical news today" إن راباميسين، المعروف أيضًا باسم سيروليموس والذي يُباع تحت اسم العلامة التجارية "Rapamune"، هو دواء معتمد حالياً كعلاج مضاد للرفض بعد عمليات الزرع وكعلاج مضاد للسرطان، ويُعتبر الآن دواءً محتملاً مضاداً للشيخوخة، بعدما أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أنه يزيد من العمر الافتراضي ويؤخر ظهور العديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

كما أظهرت تجارب أخرى على الفئران أن العلاج قصير الأمد بهذا الدواء يمكن أن يزيد من عمر المبايض عن طريق الحفاظ على الجريبات وتحسين جودة البويضات.

نتائج واعدة وتأثير على الشيخوخة

في هذه الدراسة التجريبية تناولت 50 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35-45 عاماً، وكن في المرحلة 3a من الشيخوخة الإنجابية، 5 ملجم من راباميسين عن طريق الفم مرة واحدة في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً، وقام الباحثون بعد ذلك بتقييم احتياطي المبيض باستخدام فحص الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، وأجروا اختبارات دم للكشف عن عدد من الهرمونات المبيضية.

وقال الدكتور زيف ويليامز، أحد مؤلفي الدراسة ومدير مركز كولومبيا للخصوبة، إن الهدف النهائي من هذا العمل هو القدرة على تمديد الفترة الزمنية التي يمكن فيها للمبيض أن يوفر فوائده الصحية العديدة وبالتالي تمديد العمر الصحي وعمر النساء.

دواء للسرطان يزيد خصوبة النساءزيادة عمر المبيض وارتفاع الخصوبة 

تأخير شيخوخة المبيض

وأشارت النتائج المبكرة إلى أن جرعة راباميسين الأسبوعية قد تؤخر شيخوخة المبيض بنسبة تصل إلى 20%، مما يوفر للنساء 5 سنوات إضافية من الخصوبة، ولم يتم العثور على أي آثار جانبية لهذه الجرعة المنخفضة، حيث يحتاج مرضى زرع الكلى عادةً إلى 2-5 ملجم يومياً مقارنة بـ5 ملجم أسبوعياً في هذه الدراسة، بالإضافة إلى ذلك أفاد المشاركون بتحسن في صحتهم العامة والذاكرة ومستويات الطاقة وجودة الجلد والشعر أثناء تناول راباميسين.

تحذير من المخاطر المحتملة

نبهت أوزكان جيرجين، طبيبة، إلى المخاطر المحتملة لتمديد سنوات الخصوبة، حيث إن تأخير سن اليأس قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات مثل سرطان الثدي والمبيض، مضيفة: "راباميسين قد يعزز الخصوبة عن طريق تحسين وظيفة المبيض، لكن تأثيراته على نتائج الحمل والولادة تتطلب اهتماماً دقيقاً".