كشفت دراسة حديثة نشرت في "Circulation: Heart Failure" عن ارتباط بين الإصابة بـ فشل القلب وانخفاض ملحوظ في الوظائف الإدراكية بما يشمل الذاكرة والانتباه والتخطيط، حيث أوضحت الدكتورة سوبريا شور، أستاذة مساعدة في أمراض القلب بجامعة ميشيغان وقائدة الدراسة، أن هذا الاكتشاف من شأنه مساعدة المرضى ومقدمي الرعاية على الاستعداد والتدخل المبكر عند ظهور مؤشرات التدهور العقلي.فشل القلب يسبب انخفاض ملحوظ في الوظائف الإدراكية
فشل القلب هو حالة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم والأوكسجين بكفاءة إلى باقي أعضاء الجسم، ويؤثر على نحو 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة، وتشمل الأسباب الشائعة: ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي الناتج عن تراكم الكوليسترول.
ورغم تسميته، فإن فشل القلب لا يعني توقف القلب المفاجئ بل يتطور تدريجياً بأعراض مثل ضيق التنفس والتعب وزيادة الوزن.
انطلقت الدراسة من ملاحظات مقدمي الرعاية الذين لاحظوا تراجعاً إدراكياً لدى مرضاهم دون تحذير طبي مسبق، وبالرجوع إلى الأدبيات العلمية وجدت "شور" نقصاً في الأبحاث التي تربط بين فشل القلب والانحدار المعرفي.
اعتمدت الدراسة على بيانات من 6 دراسات أمريكية تابعت ما يقرب من 30 ألف مشارك بين عامي 1971 و2019، ولم يكن أي من المشاركين قد شُخّص مسبقاً بفشل القلب أو السكتة الدماغية أو الخرف، وبعد فترة من المتابعة تبيّن أن 1,407 من المشاركين أصيبوا بفشل القلب وتزامن ذلك مع تراجع في:
الإدراك العام (التركيز، واللغة، والتعلم)
الوظائف التنفيذية (التخطيط، وحل المشكلات، والتكيف)
أوضحت د. هانا روزنبلوم، أخصائية القلب في Columbia University Irving Medical Center، أن التشخيص غالباً ما يحدث بعد أحداث صحية جسيمة مثل دخول المستشفى، ما يؤدي إلى نشاط مناعي مفرط وتسرب السيتوكينات إلى الدم، وربما انهيار الحاجز الدموي الدماغي وكلها عوامل تؤثر على الوظائف الذهنية.
ومن المثير أن تراجع الذاكرة لم يستمر على المدى الطويل في حين استمر التدهور في الإدراك العام والوظائف التنفيذية.
يشير الخبراء إلى عدة عوامل محتملة لتأثير فشل القلب على الدماغ:
وجود أمراض مصاحبة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما مرتبط بتراجع الإدراك
انخفاض النشاط البدني مع تطور المرض ما يفاقم الحلقة السلبيةانخفاض النشاط البدني
قالت "شور" إن إدارة فشل القلب تتطلب تركيزاً كبيراً، من متابعة الوزن اليومي إلى تناول أدوية متعددة بانتظام، مضيفة: "هذه المهام تتطلب تنسيقاً دقيقاً للرعاية يعتمد كلياً على الأداء العقلي"، مشددة على أن المرض لا يؤثر فقط على المريض بل يفرض عبئاً متزايداً على مقدمي الرعاية مع تطور الحالة، مما يبرز أهمية الوعي بتأثيراته الإدراكية.