الورم الشوكي الجلدي عند الرجال.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
يعرف "الورم الشوكي الجلدي" باسم Tree Man Syndrome أو علمياً epidermodysplasia verruciformis (EV) وهو اضطراب جلدي نادر لا علاج له حتى اليوم يصيب الرجال ويجعلهم عرضة بشدة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). يؤدي هذا المرض إلى ظهور مزمن وانتشار واسع للثآليل والآفات الجلدية وترتفع معه احتمالات الإصابة بـ سرطان الجلد، وقد وثقت الأدبيات الطبية حوالي 200 حالة فقط حتى الآن.
تظهر أعراض الورم الشوكي الجلدي عادة في الوجه والرقبة والجذع واليدين والقدمين حيث تنمو آفات تشبه لحاء الأشجار ما يسبب تشوهات وألماً كبيراً، وعلى الرغم من أن الجراحة قد تزيل هذه الزوائد فإنها غالبًا ما تعود مجدداً.
زيادة خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري للرجال
أسباب وراثية ومناعية
تحدث هذه المتلازمة عادةً نتيجة طفرات جينية موروثة أو بسبب ضعف شديد في الجهاز المناعي، معظم حالات EV الموروثة تنتقل بنمط autosomal recessive، أي أن الشخص يرث الطفرة، وحوالي 75% من المصابين لديهم طفرات في جيني EVER1 و EVER2، وهما مسؤولان عن تنظيم توزيع الزنك في الخلايا، ما يؤثر في قدرة الجهاز المناعي على مقاومة فيروس HPV.
تشير دراسة نُشرت في "The Journal of Investigative Dermatology" إلى أن الزنك يلعب دوراً مهماً في القضاء على فيروس HPV وأن نقص توزيعه يعزز من فرص تطور خلايا محتملة التسرطن.
أما الحالات المكتسبة، فهي أكثر ندرة وتظهر لدى الأشخاص المصابين بضعف مناعي شديد مثل مرضى الإيدز غير المعالج أو متلقي زراعة الأعضاء الذين يتناولون أدوية كابتة للمناعة أو المصابين بندرة الخلايا اللمفاوية التائية (idiopathic lymphopenia).
أعراض مميزة ومزعجة
تشمل الأعراض الرئيسية ظهور ثآليل وعُقَد وتصبغات جلدية تشبه اللحاء وقد تكون مصحوبة بجفاف شديد وحكة وألم، بعض الآفات قد تنمو تحت الجلد وتضغط على الأعصاب مسببة خدراً أو إحساساً بالحرقة أو التنميل.
وتتعدد أشكال النمو الجلدي وتشمل:
نتوءات حمراء وردية (papules)
بقع متقشرة بنية حمراء (macules)
زوائد جلدية شبيهة بالقرون (cornu cutaneum)
بقع مسطحة داكنة (lentigos)
مخاطر الإصابة بسرطان الجلد
مخاطر الإصابة بسرطان الجلد
من بين أكثر من 200 نوع من فيروس HPV يرتبط النوعان 5 و8 بحالات EV وبسرطان الجلد خاصة squamous cell carcinoma (SCC).
وتشير دراسة في The British Journal of Dermatology إلى أن حوالي 30% من المصابين بـEV يصابون بهذا النوع من السرطان، ومع أن معظم هذه السرطانات تبقى موضعية إلا أنها قد تنتقل أحيانًا إلى أعضاء بعيدة.
طرق التشخيص والعلاج
عادةً ما يتم تشخيص EV بناءً على المظهر الجلدي ويُعزز التشخيص بأخذ خزعة جلدية وتحليلها مجهريًاء، كما تُستخدم الفحوص الجينية واختبارات الدم مثل HIV test و CBC لتحديد ما إذا كانت الحالة موروثة أو مكتسبة.
ولا يوجد علاج نهائي حتى الآن لكن العلاجات المتاحة تهدف إلى السيطرة على الأعراض وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وتشمل:
إزالة الزوائد الجلدية باستخدام الليزر أو الجراحة أو التجميد أو الكي الكهربائي.
استخدام أدوية الريتينويد مثل Claravis (isotretinoin) لتجديد خلايا الجلد.
حماية الجلد من الشمس للحد من خطر التحول السرطاني.
حماية الجلد من الشمس للحد من خطر التحول السرطاني
في حال وجود إصابة بفيروس HIV، يُستخدم العلاج المضاد للفيروسات للمساعدة في استعادة المناعة.
ووفقًا لـ Dermatologic Clinics، فإن الكشف المبكر والعلاج الفوري يزيد من فرص السيطرة على المرض ويقلل خطر التحول السرطاني.
