التغذية المزدوجة.. كيف تجمعين بين الرضاعة الطبيعية والصناعية بأمان؟

لا توجد طريقة "صحيحة" وحيدة لإطعام الرضيع، فالجمع بين الرضاعة الطبيعية واستخدام الحليب الصناعي خيار تلجأ إليه الكثير من الأمهات لأسباب متعددة، منها: العودة إلى العمل أو ضعف إدرار الحليب أو الحاجة إلى مزيد من الراحة خلال الليل.

ويسمى هذا الأسلوب أحياناً بـ"التغذية التكميلية" أو "التغذية المزدوجة" (Combo Feeding)، ويعني ببساطة إدخال الحليب الصناعي ضمن روتين الرضاعة الطبيعية سواء كان الطفل يرضع مباشرة من الثدي أو يتلقى الحليب عبر زجاجات يضخ فيها حليب الأم.

التغذية المزدوجةالتغذية المزدوجة هي إدخال الحليب الصناعي مع روتين الرضاعة الطبيعية

متى تبدأ التغذية المزدوجة؟

يوصي الخبراء بالانتظار حتى يتم تأسيس روتين جيد للرضاعة الطبيعية عادةً خلال الأسابيع الثلاثة إلى الستة الأولى بعد الولادة لضمان وجود إمداد كافٍ من الحليب.

عند البدء، يمكن تقديم زجاجة من الحليب الصناعي بعد ساعة أو ساعتين من الرضاعة ثم إضافة جلسة تغذية صناعية إضافية بعد بضعة أيام، يُفضّل تقليد تجربة الرضاعة الطبيعية أثناء تقديم الزجاجة كالتبديل بين الجانبين والتجشؤ بينهما للمساعدة في تقبّل الطفل للتغيير.

خلط الحليب الصناعي مع حليب الأم

يمكن خلط الحليب الصناعي مع حليب الأم في زجاجة واحدة بشرط تحضير الحليب الصناعي أولاً حسب تعليمات الشركة المُصنّعة ثم إضافة الحليب الطبيعي، ويُحذر الخبراء من خلط الحليب الصناعي المجفف مباشرةً مع حليب الأم دون ماء لأن ذلك قد يؤثر على توازن العناصر الغذائية.

ومع أن الخلط آمن عند التحضير السليم توصي استشاريات الرضاعة غالباً بتقديم كل نوع في زجاجة منفصلة لتجنب إهدار الحليب الطبيعي إذا لم يُكمل الطفل الزجاجة.

اختيار الحليب الصناعي المناسب

الحليب الصناعي الأكثر شيوعاً هو الحليب المدعم بالحديد والمُشتق من حليب الأبقار، كما توجد أنواع مصممة خصيصاً للمكملين بالرضاعة الطبيعية تحتوي على عناصر مثل اللوتين والبريبايوتكس للمساعدة في الحفاظ على نعومة براز الرضع مشابهاً لمن يرضعون طبيعياً فقط.

ورغم تنوع الخيارات، فإن تصنيف الحليب كـ"عضوي" أو "مصمم خصيصاً" لا يعني بالضرورة أنه الأفضل لطفلك، والتكلفة عامل مهم أيضاً، فالحليب العضوي عادة ما يكون أغلى.

اختيار الحليب الصناعي المناسبهناك الحليب المدعم بالحديد وهناك المصمم للمكملين بالرضاعة الطبيعية

الرضاعة الصناعية ومخاوف الأمهات

قد تتغير طبيعة براز الطفل بعد إدخال الحليب الصناعي ليصبح أكثر تماسكاً بلون يتراوح بين الأصفر الفاتح والبني المائل إلى الأخضر ورائحة أقوى.

أما القلق من "ارتباك الحلمة" أو رفض الزجاجة فهو نادر الحدوث ومعظم الأطفال يتكيفون بسهولة، ويمكن تجربة أنواع مختلفة من الحلمات والزجاجات أو جعل شخص آخر – غير الأم – يقدم الزجاجة خاصةً إذا كان الطفل معتاداً على الرضاعة الطبيعية فقط.

الحفاظ على إدرار الحليب

التغذية المزدوجة قد تؤثر على إدرار الحليب خاصة إذا قلّ عدد جلسات الرضاعة فجأة للحفاظ على الإمداد؛ لذا يُنصح بإرضاع الطفل أولاً ثم تقديم الزجاجة أو استخدام مضخة الحليب في جلسات التغذية الصناعية.

وقد يصاب الطفل بغازات زائدة بسبب ابتلاع الهواء أثناء الزجاجة لكن يمكن الحد من الانزعاج عبر تجشئة متكررة وتغيير وضعية الرضاعة.

استشارة الطبيب ضرورية

وينصح موقع "what to expect" بضرورة مراقبة تقبّل الطفل للتغذية المزدوجة واستشارة طبيب الأطفال في حالة وجود أي تساؤلات.