في عالم الاضطرابات النمائية العصبية، تُعتبر متلازمة داون واضطراب طيف التوحد من أكثر الحالات شيوعاً التي تؤثر على النمو العقلي والاجتماعي للأفراد، على الرغم من أن كلتا الحالتين قد تظهران في مراحل مبكرة من الحياة وتؤثران على قدرات التواصل والتعلم، إلا أنهما تختلفان في الأسباب الأساسية، الأعراض، وطرق التشخيص والتدخل.متلازمة داون
تحدث متلازمة داون نتيجة اضطراب جيني أما طيف التوحد ينتج عن اضطراب النمو العصبي، ومن بين الأسباب الكامنة لحدوث الحالتين:
-توجد نسخة إضافية للكروموسوم 21 في الجنين بدلاً من أن يكون لديه 23 كروموسوماً من الأب ونفس الرقم من الأم ليكون الإجمالي 46 كروموسوماً، فيعاني من متلازمة داون.
ويحتوي الكروموسوم 21 الإضافي على جينات تؤثر على جوانب نمو الجسم بالكامل.
-بالنسبة لاضطراب طيف التوحد، فأسبابه غير مفهومة تماماً ولا تحدث لعامل واحد، لكن يمكن اعتبار التغيرات في وظائف وبنية الدماغ المسؤولة عن أعراض اضطراب طيف التوحد.
وجود الكروموسوم 21 في المصابين بمتلازمة داون لا يؤثر في نمو الدماغ فقط، بل يحتوي الكروموسوم على جينات مرتبطة بقوة العضلات والنمو، والتي تؤثر بدورها على المظهر الجسدي؛ ولهذا يواجه الأطفال المصابون بمتلازمة داون تحديات جسدية مرتبطة بنمو غير طبيعي للأعضاء أو خلل في المناعة والأيض.
وبالحديث عن اضطراب طيف التوحد، فهو ينشأ من خلل في وظائف الدماغ ما يؤثر على طريقة إدراك وتفاعل الطفل مع العالم من حوله وتكون أعراضه مرتبطة بتحديات معرفية سلوكية، حسب موقع Healthline.
ومن بين أعراض طيف التوحد صعوبات في التنسيق ومشاكل هضمية كأثر ثانوي لخلل في وظائف الدماغ، وبهذا يمكن القول إن متلازمة داون تؤثر على نمو أجهزة متعددة في الجسم بما فيها الدماغ، أما اضطراب طيف التوحد يرتبط فقط بتغيرات في نمو الدماغ.اضطراب طيف التوحد
يستلزم خضوع حديث الولادة للفحص الجيني للكشف عن متلازمة داون، أما تشخيص اضطراب طيف التوحد يبدأ في الشهر الـ15 بعد الولادة، وبالتالي يكتشف الأطباء طيف التوحد مع تقدم الأطفال في العمر عن طريق ظهور أنماط سلوكية معينة.