في عالمنا المعاصر، تنتشر العديد من الظواهر النفسية التي تؤثر على سلوكنا وعلاقاتنا، واحدة من هذه الظواهر هي متلازمة المنقذ، وهي حالة نفسية تدفع الشخص إلى الشعور بالحاجة الملحة لإنقاذ الآخرين وحل مشاكلهم، حتى على حساب نفسه.
خلال السطور التالية توضح "بوابة صحة" ما هي متلازمة المنقذ، وتستعرض أسبابها وأعراضها وتأثيراتها، وكيف يمكن التعامل معها، وفقاً لما ذكره "Psychology Today".متلازمة المنقذ
متلازمة المنقذ أو ما يعرف بـ "عقدة المنقذ" هي حالة نفسية معقدة تتداخل فيها الرغبة في مساعدة الآخرين مع الحاجة إلى الشعور بالقيمة والأهمية.
هذه الحالة تدفع الشخص إلى الانخراط في علاقات غير صحية، حيث يكون دوره الأساسي هو إنقاذ الآخرين من مشاكلهم، حتى على حساب نفسه.
يمكن أن تنتج متلازمة المنقذ عن تدني احترام الذات المرتبط بمساعدة الآخرين، أو الحاجة إلى السيطرة من خلال دور المنقذ، أو تُولد بسبب تجارب الطفولة التي خلقت شعوراً بالمسؤولية تجاه الآخرين، والتأثر بالنماذج الاجتماعية التي تمجد التضحية بالنفس.
تتجلى أعراض متلازمة المنقذ في الشعور بالإلحاح لمساعدة الآخرين دون طلب، وتحمل مسؤولية مشاكلهم والتدخل في شؤونهم، وإهمال احتياجات الذات وتقديم الآخرين عليها، والانخراط في علاقات استغلالية أو اعتمادية، والشعور بالإحباط عند عدم تقدير جهوده أو الفشل في الإنقاذ.
يشعر الشخص الذي يقوم بدور المنقذ طوال الوقت بالتوتر والقلق، الأمر الذي يجعله يحاول التخفيف من عبء هذا الشعور من خلال مساعدة الآخرين، ومساندتهم في المواقف الصعبة، ويقول أطباء النفس إنه عندما تساعد شخصاً ما، ربما يطلب الشخص المساعدة أو يكون لديه خيار قبول المساعدة، ولكن مع عقدة المنقذ، هناك رغبة ملحة تجعل المريض يرغب في أن يصبح مقدم رعاية، ويضحي بنفسه، ما يزيد من الضغط على الآخرين، ويجعلهم لا يشعرون بالارتياح.
يمكن التغلب على متلازمة المنقذ من خلال الاعتراف أولاً بأنك تعاني من هذه الحالة المرضية، بجانب تطبيق بعض الحلول التي تساعدك في الوصول إلى هدفك، وتتضمن ما يلي:
-تقديم المساعدة باعتدال: لا مانع من تقديم المساعدة من وقت لآخر، ولكن دع فرصة للآخرين أن يطلبوا منك ذلك، فربما هم بحاجة إلى قضاء بعض الوقت مع أنفسهم.
-تذكر أنه يمكنك التحكم في نفسك فقط أي عليك بتعلم التمييز بين ما يمكنك وما لا يمكنك التحكم فيه، ما يساعد في التقليل من من الشعور بالقلق.
-خصص لنفسك نفس الوقت والطاقة التي تخصصها للآخرين.ممارسة الرياضة باستمرار وتمارين التأمل
-ممارسة الرياضة باستمرار وتمارين التأمل، حتى تستطيع التواصل مع نفسك الداخلية.
-التحدث عن شعورك بالخوف أو القلق، ولا مانع من طلب المساعدة من وقت لآخر، وبالتالي عليك أن تعلم أنك لست المسئول عن إنقاذ الآخرين، لأن ذلك يمكن أن يعرضك للعديد من المشاكل النفسية، ويضغط عليك في حياتك اليومية، لذا ينبغي التخلي عن دور المنقذ، لأنه يسلب مشاعرك وطاقتك.