يُعتبر كل من التوحد ومتلازمة أسبرجر من الاضطرابات النمائية العصبية التي تؤثر في كيفية تفاعل الشخص مع العالم من حوله، وعلى الرغم من وجود بعض التشابهات بينهما، إلا أنهما يختلفان في جوانب هامة.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة أوجه التشابه والاختلاف بين طيف التوحد ومتلازمة أسبرجر، وتقدم شرحاً مبسطاً للتعريف بطبيعة كل منهما.
الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد
في الماضي، كانت متلازمة أسبرجر تعتبر تشخيصاً منفصلاً عن التوحد، لكنها دُمجت تحت مظلة اضطراب طيف التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، بعد عام 2013، إذ يمكن القول إن متلازمة أسبرجر هي نوع من أنواع التوحد، ولكنها تعتبر من الحالات الخفيفة ضمن الطيف.
لم تعد متلازمة أسبرجر حالة مستقلة عن اضطراب طيف التوحد، لذا قد يُشخّص من تم تشخيصهم سابقاً بمتلازمة أسبرجر الآن ضمن طيف التوحد، لكن يرى البعض أن هذا التشخيص الأوسع يُعتبر إعاقة أكبر، رغم أن المصابين بمتلازمة أسبرجر قد يحتاجون لدعم أقل من بعض المصابين بالتوحد.
يشير اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة من الحالات العصبية التنموية التي تؤدي لتحديات في التفاعلات الاجتماعية والتواصل والسلوك.
وتختلف شدة وخصائص الحالات التي تندرج تحت اضطراب طيف التوحد، الذي تتضمن أعراضه صعوبة في المحادثات اليومية، وعدم القدرة على مشاركة المشاعر والاهتمام مع الأقران، وصعوبة الاستجابة للإشارات الاجتماعية وفهمها ورؤية تعبيرات الوجه.
وتشمل الأعراض الأخرى لاضطرابات طيف التوحد تأخر مهارات الكلام أو اللغة، وصعوبة تطوير علاقات إضافة إلى القيام بأفعال متكررة مثل رفرفة اليدين، والحساسية للضوضاء العالية والأضواء الساطعة.
الفرق بين اضطرابات طيف التوحد والقلق الاجتماعي
أجريت دراسة عام 2016 -نُشرت في مجلة Journal of Autism and Developmental Disorders- للكشف عن الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي الذي يُعرف بأنه اضطراب في الصحة العقلية، حيث يشعر الأشخاص بخوف شديد من فحص الآخرين لهم وتقييمهم سلبياً، وبالتالي يتجنبون التفاعلات الاجتماعية.
ووفق الدراسة، توجد أعراض متشابهة بين اضطراب طيف التوحد والقلق الاجتماعي، ففي كلا الاضطرابين يتجنب المصابون التواصل البصري، حيث ينظر المصابون بالتوحد نحو الآخرين ببطء، بينما يحاول المصابون بالقلق الاجتماعي إبعاد نظرهم بسرعة عن الآخرين.