لقد دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية بشكل كبير، وبات يمثل جزءاً لا يتجزأ من تفاعلاتنا الاجتماعية، ولكن هل هذه التقنية المتقدمة تساهم في تفاقم مشكلة عالمية مثل التنمر المدرسي؟ أم أنها تقدم لنا أدوات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.
يقول الخبراء إن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً هاماً في التطور، ولكنه يعد سلاح ذو حدين، وخاصة عند استخدامه في المدارس، حيث توجد تخوفات من استخدامه في عمل صور زائفة للطلاب وابتزازهم، بدلاً من الاعتماد عليه في تطور التعليم، نقلاً عن "Newsweek".
ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس بشكل محدود
على عكس التنمر التقليدي، الذي يحدث في الممرات أو الفصول الدراسية، فإن التنمر الرقمي له نطاق أوسع بكثير، ويتجاوز الحدود المدرسية وينتشر في أي مكان متصل بالإنترنت، حيث أصبحت التقنيات المتقدمة مثل تلك المستخدمة في الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى وجود آليات تكنولوجية تُستخدم في تغيير ملامح الوجه أو إنشاء مواقف زائفة تماماً، خطراً يهدد الطلاب في المدارس والجامعات، لذا ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس بشكل محدود.
وبناء على ذلك، بدأت بعض البلدان في تنفيذ اللوائح التي تتطلب مراجعة أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المدارس للتأكد من أنها لا تنتهك حقوق الطلاب، بما في ذلك اقتراح الاتحاد الأوروبي بتنفيذ لوائح أكثر صرامة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وخاصةً عند استخدامه في البيئات التعليمية، لتحقيق التوازن بين فوائد الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى حماية خصوصية الطلاب وحقوقهم.
بالرغم من المخاطر، يتمتع الذكاء الاصطناعي أيضاً بالقدرة على أن يكون أداة قيمة في مكافحة التنمر في المدارس، حيث توجد أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي مصممة خصيصاً لرصد واكتشاف أنماط التنمر على منصات الإنترنت مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.
توجد أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي لرصد أنماط التنمر
ووفقاً لمقالة في Infobae، طور الباحثون تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحديد السلوكيات المرتبطة بالتنمر، مثل الاستخدام المتكرر للغة المسيئة أو التهديدات والإهانات تجاه الطالب، ويمكن لهذه الأنظمة إرسال تنبيهات للمعلمين ومسؤولو المدرسة للتدخل في الوقت المناسب.