هل يتنبأ الذكاء الاصطناعي بالأوبئة قبل وقوعها؟

سلطت جائحة "كوفيد-19" الدور على أهمية الاستثمار في أنظمة الوقاية من الأمراض المعدية لاكتشافها والتأهب لها، لذا خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 ديسمبر للدعوة إلى الوقاية من الأوبئة والاستعداد لها بمشاركة الدول، حيث أصبح هذا اليوم "اليوم الدولي للتأهب للأوبئة".

ولدعم الجهود وبناء أنظمة قوية للتأهب للأوبئة، تعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات لتعزيز التغطية الصحية الشاملة.

ولأنه يوجد توقعات بتفشي وباء آخر أطلق عليه "X" يمكن أن يكون إنفلونزا أو كورونا أو شيئاً جديداً، فالسؤال الأهم حالياً هل يمكن لـ الذكاء الاصطناعي أن يساعد على التخفيف منه؟تأثير الذكاء الاصطناعي على الوباء المقبلتأثير الذكاء الاصطناعي على الوباء المقبل

تأثير الذكاء الاصطناعي على الوباء المقبل

يعمل الباحثون من جامعة كاليفورنيا، إيرفين (UCI) وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) على تطوير نظام إنذار مبكر قائم على الذكاء الاصطناعي، بهدف المساعدة في التنبؤ بالأوبئة المستقبلية عن طريق فحص المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعتبر هذا العمل جزء من برنامج تابع للمؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية، حيث يستخدم الباحثون في هذا المشروع قاعدة بيانات قابلة للبحث تضم 2.3 مليار تغريدة على موقع X المعروف سابقاً بـ"تويتر" جُمعت منذ عام 2015.

وقال قائد المشروع بقسم علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في مدينة إيرفين، تشين لي، إنهم طوروا نموذج تعلم آلي يُحلل مليارات التغريدات من منصة "إكس" للكشف المبكر عن علامات تفشي الأوبئة، موضحاً: "الأداة تحاول معرفة ما تعنيه التغريدات كما يدربون الخوارزمية على محاولة اكتشاف العلامات المبكرة للوباء المستقبلي"، حسب "بي بي سي".

وأشار "تشين لي" إلى استهداف الأداة لإدارات الصحة العامة والمستشفيات، حيث يمكنها تقييم آثار العلاجات على انتشار الفيروس، لكن مشكلتها الحالية أنها تعتمد على منصة "إكس" غير المتاحة في بعض البلدان، كما أن البيانات التي وفرتها خارج الولايات المتحدة الأمريكية مختلطة، وبعد تركيزهم على ما يحدث داخل الولايات المتحددة يعملون على مكافحة ندرة البيانات والتحيز من خلال توسيع التغطية لمناطق أخرى بالعالم.

تطوير أداة تتنبأ بالتغيرات الجديدة لفيروس كورونا

توجد أداة يُطلق عليها EVEScape طورها الباحثون بكلية الطب جامعة هارفارد وأكسفورد، معتمدة على الذكاء الاصطناعي، تتنبأ بالمتغيرات الجديدة لـ فيروس كورونا، ويزعم الباحثون أنها تقدم تنبؤات حول فيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا.

ورغم نقاط القوة في هذه الأداة، إلا أن مدير البرامج والتكنولوجيا المبتكرة في الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، كيو يون، يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يُسرع عملية التحضير للوباء المقبل لكنه بحاجة إلى التطور والنضج، حيث يعتمد على المعلومات التي يُدخلها الباحثون فقط، وهذا يعني أنهم لا يمتلكون كل المعلومات، ويرى أنه من الخطأ القول إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يبطئ أو يمنع الوباء التالي.الذكاء الاصطناعي له قيمة كبيرةالذكاء الاصطناعي له قيمة كبيرة

ومن وجهة نظر رئيس وحدة الابتكار بمنظمة الصحة العالمية، فيليب سامي، إن الذكاء الاصطناعي له قيمة كبيرة، حيث يمكنه التقاط بعض المعلومات حول أعراض معينة ورصد تهديدات محتملة قبل أن تعلن عنها الحكومات رسمياً، ويمكنه اكتشاف العلاجات الخطيرة التي يتحدث عنها الناس عبر الإنترنت وبالتالي تستطيع منظمة الصحة العالمية التدخل.

لكنه يشعر بالقلق من القضايا المتعلقة بالاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، حيث يجب الحرص من المعلومات المضللة أو التي تتعلق بفئة معينة من أن تدخل إليه.

وبشكل عام، يعتقد الخبراء أن العالم في وضع أفضل للجائحة المقبلة بسبب التقدم المحرز حتى الآن في مجال الذكاء الاصطناعي.