هل تجد نفسك تستيقظ في نفس الوقت كل صباح وتشعر بالتعب في وقت محدد كل ليلة؟ هذه هي الساعة البيولوجية لجسمك أو ما يعرف بالإيقاع اليومي (circadian rhythm) التي تنظم دورة النوم والاستيقاظ، لكن الأمر لا يتوقف عند النوم فقط فهي تؤثر أيضاً على العديد من وظائف الجسم الأخرى.
يقول الدكتور مايكل مكارثي، طبيب من نظام الرعاية الصحية VA في سان دييغو، إن الساعة الرئيسية لجسمك تُسمى النواة فوق التصالبة (SCN) وتقع في الدماغ، وتتلقى هذه الساعة إشارات من العينين حول الضوء الطبيعي ما يساعدها في تنظيم أنشطة الجسم الأخرى مثل الشهية، والهرمونات، ودرجة حرارة الجسم.
اضطراب الساعة البيولوجية يؤدي لزيادة الوزن
عندما يختل نومك قد تتأثر شهيتك بشكل مباشر، حيث وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن الحرمان من النوم يزيد من رغبتك في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن النوم في أوقات غير منتظمة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشهية في أوقات غريبة من اليوم وهو ما أشارت إليه دراسة نشرت في مجلة Sleep.
الإيقاع اليومي أيضاً يتحكم في عملية الأيض، مما يعني أن اضطراب الساعة البيولوجية يمكن أن يزيد من احتمالية السمنة.
العبث بالساعة البيولوجية قد يؤثر على مستويات الأنسولين وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين وهي حالة تجعل الجسم أقل حساسية لهذا الهرمون، ما يؤدي إلى زيادة في إنتاج الأنسولين ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، إذ أظهرت دراسة قدمت في اجتماع Endocrine Society أن العمال الليليين الذين يعانون من السكري يواجهون صعوبة في التحكم بمستويات السكر في الدم.
اضطراب الساعة البيولوجية يؤثر على الحالة المزاجية
تأثير الساعة البيولوجية يمتد إلى المزاج أيضاً، إذ إن العبث بهذه الساعة من خلال الحرمان من النوم أو العمل في نوبات ليلية يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، كما أن أبحاث من Baylor College of Medicine وجدت أن الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية يكونوا أكثر عرضة للاكتئاب، واضطرابات الإيقاع اليومي قد تظهر في شكل أرق أو فقدان الشهية، وهو ما قد يفسر زيادة احتمالية الاكتئاب لدى هؤلاء الأشخاص.