أظهرت دراسة نشرت في مجلة "The BMJ" أن بعض الأدوية القديمة لعلاج الصداع النصفي من فئة التريبتان قد تفوقت على الأدوية الحديثة في تحقيق الراحة من الألم، وجاءت هذه النتائج من مراجعة منهجية شملت 137 تجربة عشوائية محكومة و90,000 فرد، وكان "إليتريبتان" الأبرز بين الأدوية القديمة حيث أظهر فعالية كبيرة في القضاء على الألم خلال ساعتين من تناول الدواء.
أدوية الصداع القديمة ذات فاعلية أكثر من الأدوية الجديدة
أظهرت الدراسة أن أدوية مثل "ريزاتريبتان"، "سوماتريبتان"، و"زولميتريبتان" كانت أيضاً من بين الأكثر فعالية، متفوقةً على الأدوية الحديثة مثل "لاسمي ديتان" و"أوبروغيبانت"، إذ أظهرت هذه الأدوية فعالية أكبر في تحقيق الحرية من الألم واستمرارية هذه الحالة، كما كانت نتائج "إيبوبروفين" مفاجئة، حيث أثبتت فعاليته العالية في الدراسة.
بالرغم من أن الأدوية التي تحتوي على المادة الفعالة "التريبتان" تُعد خياراً فعالاً للصداع النصفي، إلا أن استخدامها لا يزال محدوداً، إذ أن نسبة استخدام التريبتان بين المصابين بالشقيقة تتراوح بين 3.4% و22.4%، لذا فأن الحاجة ملحة لإبلاغ الأطباء وصانعي السياسات بفعالية هذه الأدوية لتحسين الرعاية الصحية.
على الرغم من فعالية أدوية التريبتان إلا أنها ليست خالية من الآثار الجانبية، فقد أشار الباحثون إلى تسببها في ألم بالصدر، ما يستدعي الحذر عند وصفه للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب، لذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة.
تعتبر أدوية التريبتان خياراً علاجياً قوياً
رغم نتائج الدراسة، أشار الباحثون إلى بعض القيود مثل احتمال التحيز الناتج عن تمويل بعض الدراسات من قبل شركات الأدوية، كما شملت الدراسة عينة محدودة من المرضى معظمهم من أوروبا وأمريكا، ما يعني ضرورة إجراء دراسات مستقبلية على مجموعات أكثر تنوعاً، ورغم هذه التحديات تسلط الدراسة الضوء على فعالية التريبتان كخيار علاجي قوي حتى مع ظهور أدوية جديدة.
تظل أدوية التريبتان خياراً فعالاً للعديد من المرضى لكنها ليست مناسبة للجميع بسبب آثارها الجانبية المحتملة، ومع ذلك تشير هذه الدراسة إلى أن الأدوية القديمة مثل التريبتان قد تكون الحل الأمثل في كثير من الحالات، وهو ما يتطلب إعادة النظر في التوصيات الطبية الحالية.