كشفت المغنية والممثلة الأمريكية سيلينا غوميز مؤخراً أنها لن تتمكن من إنجاب أطفال بسبب مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك مرض الذئبة ومشاكل في الصحة النفسية، وقد أثارت تصريحاتها هذه نقاشاً حول تأثير الحالات الطبية المختلفة على الخصوبة لدى النساء.
مرض الذئبة يقلل فرص الإنجاب لدى النساء
تعد الذئبة من الأمراض المناعية الذاتية المزمنة التي يمكن أن تهاجم أجزاء متعددة من الجسم مثل الكلى والمفاصل والجلد، وتؤثر هذه الحالة على خصوبة المرأة، حيث يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأعضاء التناسلية وتعوق عملية التبويض مما يقلل القدرة على الحمل.
وتشير دراسة نشرت في Dialogues in Clinical Neuroscience journal إلى أن مراقبة الحمل وعلاج الذئبة يمكن أن يقللا من المخاطر، لكن لا تزال هناك احتمالية لحدوث مضاعفات تؤثر في الأم والجنين.
تقول أخصائية التوليد وأمراض النساء، الدكتورة بوجا ثوكارال: "تعاني العديد من النساء المصابات بالذئبة من متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد، والتي تزيد من خطر تكون الجلطات الدموية، وهذا يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، مثل الإجهاض المتكرر أو ولادة جنين ميت".
واضافت: "الذئبة يمكن أن تسبب ضرراً كبيراً للأعضاء مثل الكلى، ما يقلل قدرة الجسم على الحفاظ على حمل صحي، حيث تعد وظائف الكلى ضرورية لتحقيق التوازن الهرموني، خاصةً تلك المرتبطة بالخصوبة".
القلق والاكتئاب يؤثران في الصحة الإنجابية لدى النساء
لا تؤثر مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب فقط على الحالة النفسية بل يمكن أن تؤثر أيضاً على فرص المرأة في الحمل، حيث أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الخصوبة يملكن مستويات عالية من القلق والاكتئاب، كما وجدت دراسة أخرى نُشرت في "Psychiatric Research" عام 2019 أن الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب لديهم معدلات خصوبة منخفضة.
يمكن أن يؤثر الكورتيزول (هرمون التوتر) في إنتاج الهرمونات المهمة لتحفيز الإباضة، ما يؤدي إلى دورات طمث غير منتظمة أو حتى انقطاع الإباضة وهو ما يقلل فرص الحمل، كما أن العادات الصحية غير المناسبة الناتجة عن مشاكل الصحة النفسية، مثل اتباع نظام غذائي غير متوازن أو عدم ممارسة الرياضة، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انخفاض الخصوبة.
وتشير الدراسات إلى أن الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) قد تؤثر في الخصوبة عن طريق تغيير مستويات الهرمونات، أو التسبب في اضطرابات وظيفية جنسية، لذا يجب على النساء اللواتي يتناولن هذه الأدوية مناقشة الخيارات المتاحة مع الطبيب إذا كن يحاولن الحمل.
تسلط تجربة سيلينا غوميز الضوء على التحديات التي يمكن أن تواجهها النساء المصابات بحالات صحية مشابهة، من الأفضل للنساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية تؤثر في الخصوبة العمل عن كثب مع الأطباء لإدارة حالتهن واستكشاف الخيارات المتاحة لتحقيق حلم الأمومة.