ما العلاقة بين التعرض للضوء الساطع ليلا والإصابة بالسكري؟

تزايدت الأدلة في السنوات الأخيرة التي تشير إلى أن التعرض للضوء الساطع ليلاً قد يؤثر سلباً على الصحة، إذ أن الدراسات السابقة ربطت بين التعرض للضوء ليلاً وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، إلا أن دراسة نُشرت في "The Lancet Regional Health – Europe" نوفمبر 2022، وجدت أن التعرض للضوء الاصطناعي في الليل قد يزيد خطر الإصابة بالسكري.

العلاقة بين الضوء الليلي والإصابة بمرض السكريتجنب الضوء الساطع ليلاً لمنع الإصابة بالسكري 2

ارتباط محتمل بين الضوء الليلي ومرض السكري

أكد الباحثون من جامعة فليندرز في أستراليا أن هناك ارتباطاً محتملاً بين التعرض للضوء الساطع ليلاً وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، حيث أفاد العلماء بأن تجنب الضوء الساطع ليلاً قد يكون وسيلة بسيطة وفعالة لتأخير أو منع تطور مرض السكري من النوع 2.

كيف يؤثر ضوء الليل في إيقاع الساعة البيولوجية؟

حلل الباحثون بيانات طبية من حوالي 85,000 شخص في بنك بيانات المملكة المتحدة، والذين لم يكن لديهم تشخيص مسبق لمرض السكري من النوع 2، ارتدى المشاركون جهاز استشعار للضوء على معصمهم خلال أسبوع، حيث سجل التعرض للضوء خلال النهار والليل.

وقال أندرو فيليبس، أستاذ مساعد في كلية الطب والصحة العامة بجامعة فليندرز، إن الضوء هو عامل بيئي يمكن تعديله بسهولة وله تأثيرات غير معروفة على الصحة، تنظم الإيقاعات اليومية جميع مجالات الفسيولوجيا، بما في ذلك الأيض، والضوء هو الإشارة الزمنية الأهم للساعة البيولوجية المركزية، التي تنسق الإيقاعات عبر جميع أنسجة الجسم.

وأضاف: "نحن نعلم من الدراسات المختبرية أن التعرض للضوء ليلاً يمكن أن يتسبب في اختلال وظيفي في الأيض، لذا توقعنا أن يكون للتعرض لضوء الليل علاقة بمرض السكري من النوع 2".

العلاقة بين الضوء الليلي والإصابة بمرض السكريالتعرض للضوء الليلي يزيد من خطر الإصابة بالسكري 2

زيادة التعرض لضوء الليل يرتبط بارتفاع خطر السكري 2

تم متابعة المشاركين في الدراسة لمدة تسع سنوات تقريباً لمعرفة ما إذا كانوا سيطورون مرض السكري من النوع 2، اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين تعرضوا لمزيد من الضوء بين الساعة 12:30 صباحاً و6:00 صباحاً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع 2، بغض النظر عن كمية الضوء التي تعرضوا لها خلال النهار.

قال فيليبس: "لم نتفاجأ برؤية ارتباط مع التعرض لضوء الليل، ولكن قوة التأثير كانت ملحوظة، تمكنا من أخذ العديد من العوامل المحتملة التي قد تفسر هذه العلاقة في اعتبارنا، ولكن العلاقة بين التعرض للضوء ومرض السكري من النوع 2 بقيت قوية".