إذا كنت تعاني من أوجاع مستمرة بالمعدة وحاولت بكافة الطرق التخلص منها دون جدوى، فقد تكون مصاباً بجرثومة المعدة، وهي عدوى شائعة تجاهلها يفاقم مضاعفات الإصابة.
اكتُشفت جرثومة المعدة أو كما تُعرف علمياً باسم "بكتيريا الملوية البوابية" أو "الهليكوباكتر بيلوري" للمرة الأولى في عام 1982، حيث اعتقد الأطباء قبلها أن قرحة المعدة تنتج عن الإجهاد والأطعمة الغنية بالتوابل فقط، لكن بعد اكتشافهم الجرثومة تبين أنها يمكن أن تؤدي إلى تقرح المعدة بنسبة 80%، حسب مؤسسة "Gastrointestinal Society".
تكمن المشكلة في عدم شعور أغلب المصابين بوجود البكتيريا، لكن الأعراض التي تكشف عنها تتمثل في: الغثيان، وألم وحرقة المعدة، وأوجاع البطن خاصة عندما تكون المعدة فارغة، إضافة إلى التجشؤ وفقدان الشهية وحدوث انتفاخ وملاحظة فقدان الوزن.
حتى الآن لم يتأكد الأطباء من الطريقة الحقيقية لانتقال عدوى البكتيريا الملوية البوابية بين الأشخاص، لكن ذكرت أبحاث أنه يمكن الإصابة بجرثومة المعدة عن طريق تناول طعام أو شرب ماء ملوث، كما تنتقل من خلال ملامسة لعاب أو قيء أو براز المُصاب.
وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر العدوى مثل العيش في الدول النامية بمساحات صغيرة مزدحمة، وعدم القدرة على الوصول إلى مياه نظيفة، إضافة إلى العيش مع شخص مصاب بالجرثومة.
في حالة المعاناة من آلام شديدة لا تزول في المعدة أو البطن ، وصعوبة في البلع إضافة إلى ظهور دم في البراز أو تحول لونه للأسود والتعرض للقيء الدموي، فيجب استشارة الطبيب على الفور؛ لأنك في الغالب تعاني التهابات وقد تتحول إلى تقرحات.
هناك عدة اختبارات يمكنك إجراؤها للكشف عن جرثومة المعدة، والأكثر شيوعاً هو اختبار الدم لكن الطبيب ربما يطلب أنواعاً أخرى مثل "اختبار الزفير" الذي يحتاج إلى تقديم عينة من أنفاسك ثم ابتلاع حبة تحتوي على اليوريا المضاف إليها ذرات الكربون، وبعد دقائق قليلة من ابتلاع الحبة تُقدم عينة أخرى من الزفير.
سيقارن الأطباء بين العينتين فإذا كان لديك جرثومة المعدة تقوم البكتيريا بتغيير اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون ثم يتخلص الجسم منه عن طريق الهواء الذي تزفره، وفق موقع "ميد لاين بلس".
تحليل البراز من أكثر الاختبارات شيوعاً للكشف عن بكتيريا الملوية البوابية، وهدفه الكشف عن البروتينات التي يطلق عليها مستضدات المرتبطة بعدوى البكتيريا في العينة.
ربما تصبح في حاجة إلى الخضوع لمنظار داخلي إذا لم توفر الاختبارات السابقة معلومات كافية، وخلاله يفحص الطبيب المريء الذي يربط الفم بالمعدة، ويرى بطانة المعدة وجزء من الأمعاء الدقيقة أيضاً.
وكشفت دراسات أن تناول الخضروات والحبوب الكاملة مثل الشوفان والتركيز على المكسرات والبذور وعسل النحل، من أفضل الأطعمة سواء أثناء العلاج أو قبل الإصابة لاحتوائها على فيتامين "سي" ومضادات الأكسدة التي تحمي الغشاء بالمعدة وتمنع استعمار البكتيريا.
وفي نفس الوقت عليك التقليل أو تجنب الأصناف الغنية بالكربوهيدرات والحلويات واللحوم المصنعة والمشروبات المحتوية على الكافيين لخفض خطر الإصابة بالعدوى ومكافحة تهيج التهاب وقرح المعدة.
وما يجب التنويه عليه أنه إذا لم يتم علاج جرثومة المعدة تستمر معك مدى الحياة تاركة مضاعفات على صحتك.