ما علاقة الانفصال العاطفي بالميول الانتحارية لدى الشباب؟

الانفصالات الرومانسية مؤلمة بغض النظر عن عمر الإنسان وكلما كانت العلاقة أطول وأكثر مركزية زاد عمق الألم العاطفي، ولكن عندما ينهي الشباب علاقات مع شريك مهم، يعانون أكثر مما قد يتوقعه آباؤهم، حيث يمرون بأزمة كاملة بحسب الاستنتاجات التي كشفتها الأبحاث عن وجود صلة بين انفصالات الشباب وسلوك الانتحار، وفقاً لمركز new port institute المختص بالدراسات الاجتماعية عن المراهقين والشباب.

ما يمر به الشباب بعد الانفصال

يمكن أن يمر الشباب بمجموعة من المشاعر ويظهروا سلوكيات مختلفة؛ قد يعاني البعض من مشاكل في النوم، بينما قد يجد آخرون صعوبة في النهوض من السرير وفقدان الاهتمام بالأصدقاء أو الدراسة أو الطعام، وبعض الشباب قد يكونون مزاجيين أو يبكون بشكل غير قابل للتحكم.

بعض الانفصالات تكون مؤلمة لدرجة أن الشباب يشعرون كما لو أن عالمهم كله ينهار يمكن أن تتأثر قدرتهم على العمل أو الدراسة أو التفاعل في المنزل بشكل كبير، ويجدون صعوبة في متابعة التزاماتهم الاجتماعية أو الأكاديمية أو المهنية، لأن التركيز يصبح شبه مستحيل.

صعوبة الدراسة بعد الانفصالصعوبة الدراسة بعد الانفصال

كما وجدت الدراسة التي أجريت على طلاب الجامعات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً وجود ارتباط كبير بين انتهاء العلاقة الرومانسية وأعراض ما بعد الصدمة، ويمكن أن يواجه الشباب أيضاً أفكاراً متطفلة وقلقة بعد الانفصال، ما قد يؤدي إلى زيادة استخدام المواد المخدرة أو إيذاء النفس قد يؤدي إلى تفكير انتحاري.

لماذا الانفصال صعب على الشباب؟

عادةً ما تكون التجربة الحياتية للشباب محدودة؛ إذ أن معظم الشباب قد خاضوا عدداً قليلاً من العلاقات الرومانسية الجادة ونادراً ما تعرضوا لانفصالات جادة، بسبب ذلك يمكن أن يشعروا أن الألم لن يزول أبداً، كما أنهم بعد الانفصال قد يخشون أنهم لن يحبوا مرة أخرى، خاصةً إذا كانوا يأملون في الزواج من شريكهم، ولأنهم صغار جداً ليخوضوا تقلبات الحب الرومانسي، من الصعب عليهم أن يتخذوا نظرة طويلة الأمد ويعلموا أن معاناتهم ستزول وأن الحب سيأتي مرة أخرى.

إضافةً إلى ذلك، فإن أدمغة الشباب لا تصل إلى النضج الكامل حتى منتصف العشرينيات، في المراهقين والعديد من الشباب لا يزال الفص الجبهي الذي يؤثر في السيطرة على الدوافع وردود الفعل العاطفية قيد التطور، ومع الأخذ في الاعتبار أن هرمونات الشباب قد لا تكون متوازنة حتى أوائل العشرينيات، يصبح من الأسهل فهم سبب شعورهم بالانفصالات بشكل أكثر حدة، حيث يمكن أن يتسبب انتهاء علاقة مهمة في ضربة خطيرة لشعور الشباب بذاتهم.

الانفصال عن علاقة مهمة يؤثر على شعور الشباب بذاتهمالانفصال عن علاقة مهمة يؤثر على شعور الشباب بذاتهم

من هم الأكثر عرضة لخطر الانتحار بعد الانفصال؟

وفقاً للدراسة هناك ارتباط كبير بين الانفصالات الرومانسية لدى الشباب والسلوك الانتحاري، يمكن أن تكون الانفصالات قاسية بشكل خاص على الشباب الذين يعانون من حالات صحية نفسية مثل القلق، والاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب، حيث يكون التعامل مع ضغوط الانفصال أصعب لأنهم يفتقرون إلى القوة النفسية لمعالجة والتعامل مع الخسارة.

علاوةً على ذلك، فإن الشباب الذين لديهم أفراد من الأسرة حاولوا الانتحار أو توفوا بسبب الانتحار هم في خطر أعلى للتفكير الانتحاري عندما تنتهي علاقة رومانسية، وتشمل عوامل الخطر الأخرى وجود اضطراب في تعاطي المواد المخدرة، وعدم وجود نظام دعم قوي، وسهولة الوصول إلى الأسلحة النارية أو الأدوية.