التجمعات العائلية في رمضان.. ما تأثيرها في الصحة النفسية؟

نسمع دائماً مقولة "رمضان يحب اللمة"، وفي الوقت الذي يرى البعض في تجمعات الأقارب والأصدقاء فرصة لتعزيز العلاقات، يرى آخرون أنها مصدر للقلق والتوتر.. فهل التجمعات العائلية مفيدة لصحتنا النفسية والعقلية؟

وفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي، أُجري استطلاع رأي على مجموعة من البالغين بالولايات المتحدة الأمريكية، حول آرائهم عن التجمعات العائلية، وقال 47% منهم إنهم يتطلعون كثيراً لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء في موسم العطلات، ولكن هل الجميع يشعر بالراحة في تلك التجمعات؟

"الأسرة السامة" والصحة النفسية

يعاني الكثير من الأشخاص أثناء التجمعات العائلية من الانتقاد اللاذع والتنمر بشكل مباشر، مما يؤدي إلى الإصابة بمشاكل عقلية، بما في ذلك الاضطرابات غير المعالجة، مثل اضطراب الشخصية الحدية (BPD) أو اضطراب الشخصية النرجسية (NPD)، وبجانب ذلك، يعاني العديد من البالغين الذين نشئوا في أسرة سامة من زيادة في معدلات القلق والاكتئاب، وفقاً لـ"Everydayhealth".

يؤثر التوتر أيضاً بشكل كبير على جوانب الصحة البدنية، مثل التعب وضغط الدم وصحة القلب، ويقول بيرت أوشينو، أستاذ علم النفس بجامعة يوتا: "الإجهاد الذي يستمر لسنوات أو لفترة طويلة عادة ما يكون أسوأ أنواع التوتر".

وأضاف "أوشينو" أن التوتر المزمن هو السبب خلف التغيرات التي تحدث في الجسم فجأة، حيث تساهم في الإصابة ببعض المشاكل الصحية، ويمكن أن تكشف اختبارات الدم عن الحالات المرضية الكامنة، بما في ذلك الالتهاب، والتغيرات في ضغط الدم، وارتفاع مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، والتي يمكن أن تكون جميعها علامات على الإجهاد المزمن.

أمراض القلب والأوعية الدموية

وارتبط الإجهاد المزمن منذ فترة طويلة بتدهور نتائج صحة القلب، حيث إن جزءاً من الاستجابة للتوتر هو زيادة معدل ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية، وذلك بفعل هرمونات التوتر (الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول).

وبالإضافة إلى ذلك، يساهم التوتر في الإصابة بأمراض القلب بطريقة أخرى، فعندما تشعر بالتوتر، تميل إلى الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمقليات، مما يؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية، وفقًا لـ"APA".

وتوضح الدكتورة ميشيل دوسيت، طبيبة باطنة، أنه يمكن للمشاعر السلبية والتوتر أن يساهما في الإصابة بنوبة قلبية.

نزلات البرد

أكد بيرت أوشينو، أستاذ علم النفس بجامعة يوتا، أن الإجهاد يمكن أن يضعف أيضاً وظائف المناعة، مما قد يجعلك أكثر عرضة للأمراض المعدية مثل نزلات البرد.

فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز

الإجهاد لا يُسبِّب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكن هناك بعض الأدلة على أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم شدة المرض، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2016 على 177 مريضًا مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية بالولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت لأربع سنوات، أن هرمون الكورتيزول (المرتبط بالإجهاد المزمن) كان مرتبطاً بارتفاع الحمل الفيروسي لفيروس نقص المناعة البشرية، وذلك من خلال قياس مستويات الكورتيزول عن طريق عينات البول كل 6 أشهر، وفقاً لـ"NIH".

أمراض الجهاز الهضمي

تقول الدكتورة ميشيل دوسيت، طبيبة باطنة: "يمكن أن يؤثر الإجهاد على وظيفة الجهاز الهضمي، مما يزيد من فرص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وحالات التهاب الأمعاء، والارتجاع المعدي المريئي، والإمساك، والإسهال، وعدم الراحة، وكل هذه الأشياء يمكن أن تتأثر بالتوتر".

الألم المزمن

يمكن أن تحدث بعض حالات الألم المزمن مثل الصداع النصفي وآلام أسفل الظهر أو تتفاقم عندما تتوتر عضلات الجسم، وأشارت "دوسيت" إلى أن آلام أسفل الظهر المزمنة ترتبط بالتوتر.