يعد المغص من أبرز التحديات التي يواجهها الأهل في الأسابيع الأولى بعد الولادة إذ يبدأ الطفل بالبكاء لساعات طويلة دون سبب واضح، ورغم أن الأمر يسبب قلقًا كبيرًا فإن الأطباء يؤكدون أنه لا يشير إلى مشكلة صحية خطيرة بل هو مرحلة طبيعية ومؤقتة في تطور الرضيع.
ووفقًا لتقديرات American Academy of Pediatrics (AAP) يصيب المغص نحو 20% من الأطفال حديثي الولادة ويبدأ عادة في عمر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويبلغ ذروته عند الأسبوع السادس قبل أن يختفي تدريجيًا مع بلوغ الطفل الشهر الثالث.
أعراض المغص عند الرضع
يستعين الأطباء بما يعرف بـ"قاعدة الثلاثات" لتشخيص الحالة:
ويتميز بكاء المغص بأنه مرتفع الحدة ومستمر وغالبًا ما يترافق مع شد الطفل لساقيه إلى بطنه أوقبض يديه أو احمرار وجهه.
لا يوجد سبب محدد لحدوث المغص لكن هناك نظريات عدة تفسر هذه الحالة:
1-جهاز هضمي غير ناضج
قد يمر الطعام بسرعة في الأمعاء دون هضم كامل ما يؤدي إلى الغازات والمغص.
2-ارتجاع معدي مريئي (GERD)
يشير إلى ارتداد الحامض من المعدة إلى المريء بسبب ضعف الصمام السفلي ويظهر عادة مع البصق المتكرر أو البكاء بعد الرضاعة.
3-التحسس الغذائي
بعض الرضع قد يتفاعلون مع بروتينات حليب البقر في الحليب الصناعي أو مع أطعمة تتناولها الأم المرضعة.
4-التحفيز الزائد
في الأسابيع الأولى يكون الجهاز العصبي للرضيع غير مكتمل؛ ما يجعله أكثر تأثرًا بالضوضاء والإضاءة.
5-التعرض لدخان السجائر
أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة بالمغص.
طرق التخفيف من المغص عند الرضع
رغم عدم وجود علاج طبي قاطع لكن يمكن لبعض الطرق أن تساعد في تهدئة الطفل وتخفيف حدة الأعراض مثل:
تهدئة البيئة المحيطة: تقليل الإضاءة والضوضاء وخلق جو هادئ يساعد الطفل على الاسترخاء.
تدفئة البطن: حمل الطفل على بطنه على ذراع الأم أو وضع كمادة دافئة بلطف على بطنه لتخفيف الألم.
الحركة والاحتضان: التلويح أو التأرجح برفق يمنح الطفل شعورًا بالأمان ويقلل من التوتر.
التجشؤ بعد الرضاعة: إخراج الهواء من المعدة يقلل الغازات التي تسبب الانزعاج.
استخدام الصوت الأبيض أو الموسيقى الهادئة: أصوات تشبه ضجيج الرحم قد تساعد الطفل على الهدوء.
الرضاعة المنظمة: سواء كانت طبيعية أو صناعية يجب التأكد من وضعية الطفل الصحيحة أثناء الرضاعة لتجنب ابتلاع الهواء.
يوصي الأطباء في Cleveland Clinic بضرورة مراجعة الطبيب إذا كان البكاء مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحمى والقيء المستمر أو تغيرات في البراز إذ قد تشير إلى مشكلة صحية أخرى غير المغص.
ورغم أن هذه المرحلة مرهقة نفسيًا وجسديًا للأهل إلا أن الخبراء يؤكدون أنها مؤقتة، ومع مرور الأسابيع يكتسب الرضيع مهارات تهدئة ذاتية ويبدأ تدريجيًا في تجاوز نوبات البكاء ليعود الهدوء إلى المنزل من جديد.